الحمد لله، لا حرج في الانتفاع بالهدايا التي قدمت في أعياد غير شرعية مثل عيد الميلاد، إذا تم قبولها اعتقادًا لجواز الاحتفال والتهادي فيه، أو جهلاً، أو درءًا للمفسدة. هذا ما أكده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال: "وكما أن الإسلام يجب ما كان قبله، فالتوبة تجب ما كان قبلها، لا سيما توبة المعذور الذي بلغه النص، أو فهمه، بعد أن لم يكن تمكن من سمعه وفهمه".
وبناءً على ذلك، لا حرج على صديقتك في استعمال السيارة التي أعطاها لها والدها لعيد ميلادها، ولا حرج عليك في ركوبها. هذا الحكم مستند إلى قاعدة عامة في الشريعة الإسلامية، وهي أن التوبة تجب ما كان قبلها، خاصة إذا كانت التوبة صادقة ومعذورة.
ومن المهم التأكيد على أن قبول الهدايا في هذه الأعياد لا يعني الموافقة على الاحتفال نفسه، بل هو مجرد قبول للهدية نفسها. كما أنه لا ينبغي أن يكون هناك إقرار صريح أو ضمني للاحتفال المبتدع.
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا للالتزام بتعاليم الإسلام الصحيحة والابتعاد عن كل ما يخالفها.