يتناول موضوع لمس الهاتف بأشياء نجسة أثناء عرضه للمواد الدينية مثل القرآن الكريم معنى خاصاً، حيث يؤكد علماء الدين على أهمية احترام وحفظ النصوص المقدسة. رغم أن شاشة الهاتف ليست مصنفة رسمياً كمصحف، فإن اللمس بيد تحتوي على نجاسة عند رؤية المصحف يُعتبر غير مناسب بسبب افتقاده للاحترام الواجب. حتى لو كانت الآيات مجرد ذبذبات مرئية مؤقتة، يجب تجنب وضع أي شيء نجس على الشاشة باعتبار ذلك نقصاً في الاحترام اللازم للألفاظ الرقمية للقرآن.
بالانتقال إلى سماعات البلوتوث المستخدمة للاستماع للدروس والدعاء، فتلك النجاسات الموجودة عليها لن تؤثر بشكل مادي على الرسالة الصوتية نفسها كونها عبارة عن موجات صوتية تمر عبر الهواء فقط وهي غير مواد مادية قابلة للتلوث بالنصوص الدينية. وبالتالي، يستحب تفادي استعمال السماعة ذات النجاسات لأسباب أخلاقية واجتماعية أكثر منها دينية صرفة.
ومع ذلك، ينبه العلماء إلى خطورة التهور والاستخفاف المحتمل في تعامل المرء مع المواد المقدسة دينياً. فهناك فرق كبير بين عدم الانتباه لحالة اليد نتيجة الضغط الزائد لاستخدام الجهاز وبين القيام بذلك عمداً لإظهار ازدراءٍ واضحٍ لدين المرء وأصوله العقائدية. فالاعتقاد الراسخ بأن الذات الإلهية وحدها تستحق العبادة بينما يعبد بشرٌ واحد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم -على حد قول الشيخ ابن تيمية رحمه الله- يمكن أن يصبح فارغ المضمون إن لم يكن أساساً لتوجهات عملية واضحة نحو الاحتشام والاحترام والمعاملة المهيبة تجاه كل ما يدعو للإيمان والقيم الأخلاقية المرتبطة بهذه المفاهيم أول بأول! لذلك ، يعدُّ التجاهل المتعمَّد لهذه الحقائق قاعدة أساسية سيصدر عنها تصرفات وسلوك فردي ومجتمعي مهددة بفقدان روح الانضباط الداخلي والعيش وفق معايير المؤمنين حقاً والتي بدورها ستنعكس بالسلب أيضا على المجتمع الأكبر حولهم . وهذا يشكل مصدر خطر أكبر بكثير من سوء فهم بسيط لعناصر واحدة ضمن مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعراف الاجتماعية والديانات المنتشرة عالميًا اليوم.