- صاحب المنشور: المصطفى الرشيدي
ملخص النقاش:مع تطور التكنولوجيا وتغير الأنماط المعيشية، أصبح التعليم الالكتروني يكتسب شعبية متزايدة ليس فقط كبديل للتعليم التقليدي ولكن أيضا كمكمل له. ومع ذلك، ففي العديد من الدول العربية، تواجه هذه الحركة تحديات كبيرة تؤثر على نجاحها الفعلي. أحد أهم هذه التحديات هو الوصول إلى الإنترنت. رغم الزيادة في انتشار شبكات الاتصال عبر الهاتف المحمول، إلا أنه لا يزال هناك أعداد كبيرة من الأفراد والأسرة الذين يعانون من عدم القدرة على تحمل تكلفة الخدمة أو الذين يعيشون في مناطق نائية حيث البنية الأساسية غير موجودة. بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة وأمان المحتوى المتوفر عبر الانترنت يشكلان مصدر قلق كبير بالنسبة للمدارس والمؤسسات التعليمية.
التفاوت الجغرافي يعد بالتأكيد عاملا آخر يؤثر على فعالية التعليم الإلكتروني. قد تقدم بعض المناطق موارد تعليمية إلكترونية أكثر بكثير مقارنة بأخرى بسبب الاختلاف الكبير بين المستويات الاقتصادية واحتمالات الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة. هذا يعني أن الطلاب في المدن الكبرى يتمتعون بموارد أكبر بينما قد يبقى طلاب الريف أو الأحياء الفقيرة محرومين منها.
عند الحديث عن البيئة التعلمية نفسها، يمكننا النظر أيضاً في القضايا المرتبطة بنقص التدريب والتوجيه المناسب لكل من المعلّمين والمتعلّمين عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الآليات الرقمية والأنظمة الجديدة للتواصل الأكاديمي. غالبًا ما يفتقر الكثيرون لإتقان المهارات اللازمة للاستخدام الأمثل لهذه الأدوات مما يؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي وإنتاجية النظام برمته.
وفي نهاية المطاف، يأتي دور السياسات الحكومية التي تلعب دوراً حاسماً لدعم وتشجيع التعليم الإلكتروني. تعد سياسة الحكومة تجاه التعليم الإلكتروني ضرورية لإحداث تغيير جذري يستهدف تحسين فرص الوصول والاستدامة والإمكانات المستقبلية لهذا النوع الجديد من التربية والتعليم.