في الإسلام، ثبت لدى العلماء والأئمة أن صيام يوم عرفة له مكانة خاصة لأنه يكفر ذنوب السنة الماضية والقادمة كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، قد يتساءل البعض حول ضرورة صيام هذا اليوم كل عام، مدعين أنه بما أنه يكفر الذنوب، فلماذا نتبعه سنوياً؟
الإجابة واضحة ومقنعة. أولاً، حتى لو كفر صيام يوم عرفة ذنوب السنة الماضية والقادمة، فهذا لا يعني أننا يمكن أن نرتاح ونسمح لأنفسنا بممارسة الذنوب مجدداً. فالحديث الشريف نفسه يؤكد على أهمية ترك القول الزور والعمل به والجهل كمطلب أساسي لإنجاز الأعمال الصالحة بشكل فعال.
ثانياً، حتى لو قام المرء بتقديم صيام كامل ودقيق، فإن صوم الأعوام القادمة لن يزال مجرد وسيلة لتخفيف الكبائر المحتملة أو اكتساب الثواب الأكبر. هذا لا يقتصر فقط على صيام يوم عرفة؛ حيث تشمل العديد من الأعمال الطيبة والمباركة في الإسلام نفس المفاهيم. لذلك، بدلاً من الاعتماد على عبادة واحدة وترك الآخرين، يجب على المؤمن استغلال الفرص المتاحة لتحقيق المزيد من الثواب وتنقية الروح.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن فضائل الصيام تتجاوز حدود تكفير الذنوب إلى تحقيق التقوى وتحسين النفس وتمكينها من مقاومة المغريات. بالإضافة إلى الثواب الكبير والجزيل الذي يعدّه الله للمؤمنين الذين يحافظون على هذه الشعيرة الدينية.
خلاصة القول هي أن صيام يوم عرفة، رغم مكافآته المباركة، هو جزء مهم من حياة المؤمن التي تسعى نحو تطوير الذات والفوز برضا الرب عز وجل.