- صاحب المنشور: هيثم بن عطية
ملخص النقاش:
تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي بوتيرة مذهلة وتتمتع بإمكانات هائلة لتبسيط حياتنا وتحسينها. ومع ذلك، تأتي هذه التقنية مع مجموعة من التحديات الأخلاقية التي تستدعي الانتباه والاهتمام العميق. هذا المقال يستكشف بعناية بعض هذه القضايا المحتملة وكيف يمكننا التعامل معها لضمان استخدام آمن ومستدام للذكاء الاصطناعي.
الخصوصية والأمان
أولاً، يثير تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي قلقًا بشأن خصوصية البيانات الشخصية وأمانها. مع قدرتها على جمع وتحلل كميات ضخمة من المعلومات، قد يُساء فهم دور الذكاء الاصطناعي كتهديد محتمل لخصوصيتنا الفردية. كما يؤدي تزايد اعتماد الروبوتات الآلية أو الأنظمة الذاتية إلى مخاوف متعلقة بالأمن حيث أنها عرضة للاختراق والتلاعب، مما يعرض سلامتنا للمخاطر الأمنية المتزايدة باستمرار. وعلى الرغم من وجود قوانين مثل GDPR لحماية حق الأفراد في الحصول على معلوماتهم الخاصة وعدم تعرض بياناتهم للاستغلال، إلا أنه تبقى حاجة ملحة لإيجاد حلول فعالة أكثر للحفاظ على خصوصيتنا عبر الإنترنت ضد الجهات الفاعلة الخبيثة والمؤسسات التجارية العملاقة ذات البرامج المتقدمة. وبالتالي فإن إنشاء نماذج تنظيمية أخلاقية جديدة بات ضرورة ملحة لمواجهة هكذا تحديات حيوية نحو مستقبل رقمي أكثر عدلاً واحتراماً لكرامة الإنسان.
التحيز والقيم البشرية
ثانيًا، يعد تحيُّز الذكاء الاصطناعي مشكلة أخرى تتطلب اهتماما خاصا. تعمل خوارزميات AI غالبا بناءً على مجموعات كبيرة من البيانات المدربة عليها سابقًا والتي تعكس بنفسها انحيازات بشرية متجذرة عميقة تمتد لعصور طويلة مضت وقد تكون متعارضة تمامًا مع قيم مجتمعنا المعاصر ومتنوعاته الثقافية المختلفة مما ينتج عنه قرارات غير عادلة تشكل خطراً جسيماً لنا جميعًا بلا استثناء؛ إذ إن تلك الانحرافات الحسابية داخل البرمجيات تؤثر مباشرة بعدّة طرق مهمة تشمل اتخاذ القرار وإصدار الأحكام والسلوك العام العام للشركات والحكومات وغيرهما كثير مما يحرم العديد من الفرص الضائعة لهؤلاء الذين يتم تصنيفهم خارج نطاق "التوقعات" المستندة أساسًا لمنطق ذو طابع محدد وعبر تاريخ محدود للغاية! لذلك فإنه بقدر أهميتها الكبيرة أيضًا تكمن مسؤوليتنا الإنسانية المشتركة بضبط مسار رحلتنا الإلكترونية الجديدة وذلك بتوعية مجتمعات التصنيع والتشغيل حول تأثيرها السلبي وكيفية الحد منه بوسائل متنوعة كالاختبار الشاملة للتطبيقات والنظم قبل شحن منتجاتها النهائية للسوق العالمي تحت شعار واحد وهو تحقيق العدالة لكل فرد بغض النظر عن خلفيته الدينية والجغرافية والفكرية...إلخ . فدعونا نسعى سويا لبناء عالم أفضل باستخدام أدوات ثورية تجمع بين قدرات عظيمة وأخلاق سامية راسخة بروح الحرية والكرامة للإنسان الغالي لدى الرب جل وعلا .