- صاحب المنشور: نعمان الحسني
ملخص النقاش:مع التطور الهائل الذي تشهده تقنية الذكاء الاصطناعي (AI)، تثار العديد من الأسئلة حول تأثيرها المحتمل على سوق العمل العالمي. يعتبر هذا الموضوع معقدًا ومتعدد الجوانب؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي خلق فرص جديدة لتحسين الكفاءة والإنتاجية بينما يشكل أيضًا خطر فقدان وظائف بشرية. هذه الدراسة ستناقش التحولات المجتمعية والاقتصادية التي يتوقع أن تحدث بسبب الذكاء الاصطناعي، والتداعيات الإيجابية والسلبية المرتبطة بذلك.
في القرن الحادي والعشرين، باتت الثورة الصناعية الرابعة حقيقة واقعة. تعتمد هذه الثورة بشكل كبير على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي تتمتع بإمكانات مذهلة لتغيير الطريقة التي نعيش بها، نعمل بها، ولعبتنا. وفقا لدراسات مختلفة، فإن ظهور الروبوتات والأجهزة القادرة على التعلم الآلي قد يؤدي إلى تحول درامي في أنواع الوظائف الشائعة اليوم. فبدلا من التركيز على الأعمال اليدوية أو تلك ذات الطبيعة الروتينية، سيحصل الاقتصاد المستقبلي على قوة دفع أكبر نحو الوظائف التي تتطلب التفكير النقدي والإبداع الإنساني الفريد.
الفرص الجديدة
تشير دراسة أجرتها شركة PwC العالمية إلى أنه بحلول عام 2037، ستضيف تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر من 15 تريليون دولار أمريكي للاقتصاد العالمي، وستخلق حوالي 85 مليون فرصة عمل جديدة مقارنة بانخفاض عدد الوظائف بمقدار 7 ملايين أخرى. يعزى ذلك جزئيًا إلى القطاعات الناشئة مثل تطوير البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة. كما سيتم استحداث مهن جديدة تمامًا لم يكن لها وجود سابقًا، مما يعني أنه لن يتم استبدال الجميع بنفس القدر وأن هناك حاجة متزايدة للمواهب والمختصين في المجالات الحديثة.
التحديات المحتملة
على الرغم من الامتيازات الواضحة للتكنولوجيا، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة أيضًا. أحد المخاوف الرئيسية هو الخسارة المتوقعة لبعض الوظائف التقليدية بسبب الأتمتة. حسب تقديرات منظمة العمل الدولية، قد يفقد حوالي 85 مليون شخص عملهم نتيجة للأتمتة بحلول العام ٢٠٣٠. هذا ليس بالأمر البسيط، خاصة بالنظر إلى عدم وجود ضمان بأن الأفراد الذين تمت إزالة وظائفهم قادرون على الانتقال بسلاسة إلى المهارات اللازمة لوظيفة مستقبلية.
بالإضافة لذلك، ينبع قلق آخر فيما يتعلق بسياسات التدريب والشغل المعاصرة. إذا كانت البلدان غير قادرة على الاستعداد بشكل مناسب لهذه التحولات، فقد تواجه مشاكل اجتماعية خطيرة كارتفاع البطالة وانعدام الأمن الاقتصادي. وبالتالي، فإن بناء سياسات فعالة لإعادة توجيه القوى العاملة سيكون ضروريًا للغاية لمساعدة الناس على تدبر أمر حياتهم الشخصية أثناء مواجهة تحديث عالم العمل الحالي بسرعة هائلة.
في ختام نقاشنا، يبدو واضحًا أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي شاملة ومجزأة في آن واحد. وهي تؤثر علينا جميعًا بطرق متفاوتة اعتمادًا على موقعنا داخل النظام البيئي الاقتصادي الأكبر وعلى مدى قدرتنا على التأقلم مع التحولات الدائمة لعالمنا الرقمي المتزايد تعقيداً باستمرار.