- صاحب المنشور: طيبة بن علية
ملخص النقاش:
تُشكّل تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) تحوّلاً هائلاً في العديد من الصناعات حول العالم. لقد أدخل هذا التحول ثورة رقمية غير مسبوقة تعمل على إعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها تنفيذ الأعمال التجارية والتوظيف. تهدف هذه المقالة إلى استعراض التأثيرات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي على سوق العمل الحالي والمستقبلي.
في البداية، تُظهر البيانات وجود فرص عمل جديدة نتيجة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفقًا لدراسة أجرتها شركة McKinsey & Company، يُمكن أن يولد تطبيق AI نحو ١٢ مليون وظيفة جديدة بحلول عام ٢٠٣٠ مقارنة بأكثر من ٤ ملايين من الوظائف التقليدية المتوقعة اختفائها بسبب التكنولوجيا الرقمية المتقدمة. ينصب التركيز هنا على تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل الحديثة مثل برمجة وتدريب نماذج التعلم الآلي وأنظمة المعالجة اللغوية الطبيعية وغيرها الكثير مما يتطلب خبراء متخصصين ذوي خبرة فنية عالية والدربة العملية أيضًا.
إلا أنه يوجد جانب سلبي لهذه القضية وهو فقدان بعض الوظائف وانخفاض الطلب عليها بسبب استبدالها بأنظمة وأجهزة آلية تقوم بكفاءتها العالية بمهام كانت تؤدي سابقًا كوّن البشر. ويعد ذلك تحديًا كبيرًا أمام السياسات الحكومية الحالية حيث تحتاج لتضمين تدابير تأخذ بعين الاعتبار ضمان الأمان الاجتماعي وعدالة الفرصة لكل الفئات المجتمعية المختلفة خاصة الأكثر هشاشة منها والتي قد تواجه مشاكل أكبر للتأقلم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والاستعداد لها.
للتخفيف من حدة هذه المشكلة، ينبغي اتخاذ خطوات جادة لتحسين قابلية التوظيف والتدريب المستمر للموارد البشرية الموجودة حالياً وذلك عبر نشر دورات تعليمية مكثفة تتعلق بالذكاء الاصطناعي وبرامجها المختلفة بالإضافة لإشراك شركاء القطاع الخاص للحفاظ واستدامة نمو اقتصاد ككل بطرق تضمن مراعاة حقوق الجميع ضمن عملية الانتقال نحو اقتصاد قائم علي الذكاء الاصطناعي . كما يتوجب أيضا وضع سياسات تشجع الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم للاستثمار أكثر بتلك المجالات الجديدة عوضاعن الاعتماد الكلي علی الكبيرة منها والتي غالبًا تستوعب نسبة أقل مقارنة بالأخرى عند توسيع نشاطاتها المحلية والعالمية النابعة مباشرة عن تبني تكنولوجيات عصر المعلومات وتحويلها لقيمة مضافة داخل الأسواق العالمية المفتوحة منذ عقود مضت ولكن بدرجات متفاوتة حسب القدرات والإمكانات الاستراتيجية المحلية لكل دولة.