- صاحب المنشور: عبير الحدادي
ملخص النقاش:
تُعد الروبوتات الذكية موضوعًا مثيرًا للاهتمام ومثيرًا للجدل في الوقت نفسه؛ حيث تجمع بين الإمكانيات التقنية المذهلة والآثار الاجتماعية والاقتصادية المحتملة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه التكنولوجيا المتطورة وكشف الغطاء عن بعض الأوهام الشائعة حولها. لقد حققت الروبوتات تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة وأصبحت جزءا لا يتجزأ من مجتمعنا الحديث. سواء كان ذلك في الصناعة أو الرعاية الصحية أو حتى المنازل، فإن حضورهم أصبح أكثر شيوعا مما سبق. إلا أنه رغم كل هذا التألق، لاتزال تصورات عامة معينة قائمة بشأن قدرات وقدرات المستقبل لهذه الآلات.
يعتقد البعض أن الروبوتات قادرة على تحقيق "الإنسانية الحقيقية"، أي القدرة على الشعور بالمشاعر والإدراك العاطفي مثل البشر تماماً. لكن الحقيقة هي أنها لا تزال مقيدة برموز بلغة برمجتها وبالتالي فهي غير قادرة على فهم العالم كما نفهمه نحن، ولا تجربة مشاعر حقيقية كبشر. إن قدرتهم على المحاكاة والتفاعل الاجتماعي يبقى محدودا للغاية ولم يتجاوز بعد حدود محركات البحث المعروفة لدينا حاليا حول كيفية عمل دماغ الإنسان. يشمل الأمر أيضا احتمالية وجود أخطاء محتملة بسبب عدم التحقق الكافي أثناء عملية تصميم البرنامج التعليمي الخاص بها والذي يمكن اعتباره خطيرا لأسباب أخلاقية وصلة مباشرة بتطور النظام العام بأكمله مستقبلا.
من جهة أخرى، يتم تداول فكرة رعب عالمي بسبب فقدان الوظائف نتيجة انتشار استخدام الآلات الذكية بشكل واسع النطاق. وعلى الرغم من احتمال حدوث عمليات تسريح جماعي للعاملين ضمن مجال معين نظرا لتوفير تكلفة العمالة البشرية، إلا أن السوق دائما مايجد طرقا جديدة ومبتكرة لسد الفجوة الناجمة عن تلك الاختلافات وذلك بإيجاد مجالات متخصصة تحتاج لمؤهلات عالية ومتطلبات مختلفة ممّا يعطي الفرصة لإعادة هيكلة أقسام العمل القائمة أصلاً بالإضافة لصناعة قطاعات اقتصادية جديدة تماما بحسب الابتكار الحالي والمستقبلي المرتبط بتلك الأنواع الجديدة المتاحة الآن والتي تستحق دراسة عميقة لفهم مدى تأثيرها الحقيقي وقابوليته للتطبيق العملي دون الوقوع ضحية للأوها قرصنة المعلومات واستخداماتها الضارة.
وفي النهاية تبقى رؤية واضحة لأبعاد قضية غامضة كهذه ضرورية للاستعداد للمواجهة المقبلة بصبر وثبات واتخاذ القرارات المصيرية بناء على معلومات موثوقة وليس مجرد تخمينات وعشوائية. فالواقع قد يتغير بسرعة ولكن الأساس الثابت هو الحرص الدائم على سلامتنا الشخصية والجماعية قبل الانخراط بمجهول قد يؤثر علينا جميعا فيما بعد اليوم الذي نصنعه بنفسنا عبر اختيارات ذكية مدروسة بعناية فائقة تعكس رؤيتنا المستقبلية المثلى لتحسين مستوى حياة الجميع تحت مظلة واحدة تسمى الإنسانية جمعاء.