تعاني العديد من النساء حول العالم من مشكلة الأرق، وهي حالة مزعجة تؤثر سلباً على نوعية حياتهن اليومية. يمكن أن يعود السبب في ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل المرتبطة بالصحة الجسدية والنفسية والعاطفية الخاصة بالنساء. إليك نظرة عامة متعمقة على بعض الأسباب الرئيسية للأرق بين النساء:
- اضطرابات الدورة الشهرية: خلال فترة الحيض، قد تواجه المرأة تقلبات هرمونية تتسبب في اضطراب النوم بشكل ملحوظ بسبب الأعراض المصاحبة لهذه الفترة مثل الصداع والألم وتقلبات المزاج.
- التغيرات الهرمونية الناجمة عن الحمل والإنجاب: أثناء الحمل وبعد الولادة مباشرةً، تخضع الجسم للعديد من التحولات الهرمونية التي تصعب عملية الاسترخاء وتهيئة الظروف المناسبة للنوم. بالإضافة لذلك، فإن مسؤوليات الأمومة الجديدة غالباً ما تشكل ضغطا إضافياً يزيد الأمر سوءاً.
- مشاكل صحية مستمرة: الكثير من المشكلات الصحية المزمنة كالروماتيزم وآلام أسفل الظهر وأمراض القلب وأورام الثدي وغيرها يمكن أن تعيق الحصول على قسط كافٍ من الراحة اللازمة للجسم والعقل. علاوة على ذلك، فقد تستدعي هذه الحالات تناول أدوية مختلفة والتي بدورها تساهم أيضاً في عدم انتظام نمط نوم الفرد.
- الاكتئاب واضطرابات القلق: ترتبط حالات الاكتئاب والتوتر النفسي ارتباط وثيق بصعوبات ضبط دقات الساعة البيولوجية وبالتالي تأخر عملية الانخراط في مرحلة عميقة ومريحة من نوم حركة العين غير السريعة REM Sleep.
- النظام الغذائي ونوعيته: النظام الغني بالأطعمة الثقيلة والكحول والمواد المحفزة مثل المنبهات والكافيين قبل موعد النوم يمكن أن يؤدي جميعها لتشويش وظيفة الجهاز العصبي المركزي مسبباً بذلك حرمان النصف الأنثوي من ساعات النوم الكافية للحفاظ علي نشاط يومي مناسب.
- الحياة العملية والمهنية المتطلبة: الضغوطات المستمرة ناتجة عن العمل المكثف خارج المنزل وانشغال الأفكار بشأن المسؤوليات كافة تعد عوامل رئيسيه مساهمة بتعرض السيدات للإجهاد البدني العقلي مما ينجم عنه خلل كبير بالحالة العامة لها وليالي مضطربة بلا شك.
ختاماً؛ فإنه ليس هناك حل واحد يناسب الجميع فيما يتعلق بمقاومة الأرق لكن فهم جيد لأبرز محفزاته سيقدم دعماً هاماً نحو تحديد أولويات الرعاية الذاتية واستراتيجيات إدارة الوقت المثلى لتحسين مؤشرات الصحة النفس والجسد للمرأة المعاصرة خصوصا مع زيادة تفشي ظاهرة نقص وقت الراحة المنتشر حاليا بالعصر الحديث الحالي .