- صاحب المنشور: عبد المهيمن بن القاضي
ملخص النقاش:
تُمثل التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية هائلة، لكنها تطرح أيضًا مجموعة معقدة ومتنوعة من التحديات الأخلاقية والاجتماعية. هذه الثورة تعزز كفاءة البشر وتسهل العمل الروتيني، ولكنها تتطلب أيضا نظرة نقدية عميقة حول كيفية استخدام هذا القوة العملاقة بطرق مسؤولة وأخلاقية.
1. التحيزات والمفاضلات العرقية والجندرية:
أصبح الذكاء الاصطناعي متزايدًا في كل جوانب حياتنا اليومية - من القرارات المالية إلى الخدمات الصحية والتوصيـّات التعليمية. المشكلة الأساسية هنا تكمن في الحقيقة أنه يتم تدريب العديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بيانات غير متنوعة أو متحيزة تضخم بالفعل الفروقات الموجودة بين الأقليات والأغلبية. يمكن لهذه الخوارزميات التي تم تصميمها بهذه الطريقة أن تعمم الأنماط المتحيزة وبالتالي تزيد من تفاقم عدم المساواة الموجودة. مثال حي على ذلك هو كيف أدى الاستخدام غير المدروس لبيانات التاريخ الطبي إلى إنشاء نماذج طبية تحيز ضد الأفراد الملونين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة التنويع في فريق البحث والإدارة يزيد من احتمالية خلق وخلق توصيفات ذات مرجع ثقافي محدد قد تكون ضارة بمجموعات أخرى من المجتمع. هناك حاجة ماسة لإشراك خبراء من مختلف الثقافات والخلفيات لتقييم مدى عدالة وكفاءة النماذج قبل انتشارها.
2. الخصوصية والأمان:
مع زيادة اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي، ينمو حجم البيانات الشخصية المعالجة باستخدام تلك التقنية بوتيرة مماثلة. سواء كانت ملفات صوتية شخصية خاصة عبر مكالمات الهاتف، صور ملتقطة خلال المنتديات العامة، أو حتى علامات البيع بالتجزئة المجمعة أثناء التسوق؛ فالجميع معرض الآن للإفراط في جمع المعلومات واستخدامها بطرق لم يكن من الممكن تخيلها سابقا.
تعرض بعض الشركات مخاطر محتملة باستخدام ذكاء اصطناعي بدون وجود تشريعات واضحة تحكم طريقة التعامل مع بيانات الأفراد. فمثلا، كان لدى شركة "فيسبوك" فضائح تتعلق بإساءة التصرف بشأن خصوصية المستخدم حيث استخدمت معلومات مستخدميه لأهداف تسويقية مختلفة بدون موافقتهم الصريحة.
3. الوظائف والأعمال المستقبلية:
ربما تعد تلك واحدة من أكثر المواضيع الجدلية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. بينما يؤكد البعض بأن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الأعمال البسيطة التي تقوم بها الآلات حاليًا ويتيح للشباب فرص جديدة ومبتكرة، يشعر آخرون بخوف حقيقي حيال فقدان وظائفهم بسبب تقدم الذكاء الاصطناعي. ويترتب عليه دعوات ملحة لإعادة النظر في سياسات التأمين الاجتماعي والدعم الحكومي للموظفين الذين يفقدون أعمالهم.
وتعد إعادة تأهيل العمالة أحد الحلول المقترحة لتحقيق توازن أفضل بين القدرات البشرية والآلات. وهذا يعني ضرورة تغيير طرق إدارة قطاع التعليم وأساليب التدريب المهني لدفع مهارات جديدة تراعى احتياجات السوق المحلية والعالمية المتغيرة باستمرار.
4. حياد البرمجيات وضمان جودة المنتج النهائي:
تشكل عملية اختبار وتعزيز دقة وقدرة نموذجي الذكاء الاصطناعي لغاية الوصول لحالة مقبولة لها تحدياً خاصاً. فعلى سبيل المثال، إذا تمت برمجة روبوت دردشة ليساعد المرضى النفسيين بنصحهم بتناول جرعة زائدة من العقار بناءًا على تقديراته الخاطئة للأعراض - ستكون عواقبه كارثية. لذلك يستوجب الأمر توخي الحيطة عند وضع المعايير اللازمة للتدقيق الدقيق لهذه الأنواع الحرجة من التطبيقات بهدف تجنب مثل هذه الانتهاكات الخطيرة.
5. المسؤولية القانونية والأخلاقية:
إن الغياب الواضح لقوانين تنظيمية عالمية يتعامل مباشرة مع تطبيق تقنيات الذكاء المصطنع يترك فراغا