• صاحب المنشور: حمدان بن منصور
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة تكنولوجية حديثة تعد بتغيير وجه الرعاية الصحية كما نعرفها اليوم. هذه التقنية المتقدمة لديها القدرة على تحسين الكفاءة التشخيصية، وتخصيص العلاجات، وتعزيز البحث الطبي بطرق لم نكن نتخيلها سابقاً. يتيح التكامل بين البرمجيات القائمة على التعلم الآلي والبيانات الضخمة للأطباء الوصول إلى أدوات تشخيص أكثر دقة وأسرع يمكن أن تساهم بشكل كبير في تقليل الأخطاء الطبية.

على سبيل المثال، يستخدم حالياً الذكاء الاصطناعي لتحديد أشكال سرطان الثدي غير الواضحة، مما يوفر وقتًا ثمينًا للتشخيص والعلاج المبكر. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في مراقبة الأمراض المزمنة مثل القلب والأوعية الدموية والسكري والكبد؛ حيث تقوم خوارزميات متقدمة بمراقبتهم وتحذير المرضى والممارسين الصحيين عند ظهور علامات الخطر. ولكن رغم كل الإيجابيات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، هناك تحديات يجب الانتباه إليها أيضاً.

التحديات المحتملة

من أهم تلك التحديات، هو التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية داخل المجال الطبي. قد يؤدي الاعتماد الكبير عليه إلى فقدان بعض المهارات لدى الأطباء بسبب قلة التمرن عليها. كذلك، فإن مشكلات الخصوصية والأمان مرتبطة بحفظ البيانات واستخدامها بواسطة الذكاء الاصطناعي. تنبع المخاوف بشأن خصوصية المرضى عندما يتم تخزين بياناتهم الشخصية باستخدام AI، خاصة إذا كانت غير محمية ضد الاختراق أو الاستغلال.

بالإضافة إلى ذلك، يناقش المجتمع العلمي الأخلاقيات المرتبطة باتخاذ القرارات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تؤثر مباشرة على حياة الإنسان. فعلى الرغم من قدرته الهائلة إلا أنه ليس بإمكان النظام تعلم كل شيء بنفسه وهو ما يعني ضرورة وجود مشاركة بشرية دائما أثناء عملية صنع القرار النهائي المتعلقة بالعلاج.

في الختام، يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل أمراً مؤكدًا ولكنه بحاجة لإطار قانوني واضح لتنظيم عمله بالشكل الأنسب لحفظ حقوق جميع الأطراف المعنية وضمان تطبيقه بأمان وكفاءة.