يعد غسيل الكلى عملية حيوية لمرضى الفشل الكلوي الذين فقدوا قدرتهم على تصفية الدم بشكل فعال بسبب تلف الكلى الدائم. رغم أنه يعتبر وسيلة أساسية لمحاولة استعادة وظائف الجسم الطبيعية، إلا أن هذه العملية لها مخاطر وأعراض جانبية يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العامة للمريض. سنستعرض هنا بعض الأضرار الأكثر شيوعا المرتبطة بغسيل الكلى وكيف يمكن التعامل معها.
مشاكل الجهاز الهضمي
إحدى الآثار الجانبية الشائعة لغسيل الكلى هي اضطرابات هضمية مثل الغثيان والتقيؤ والإسهال أو الإمساك. هذا يحدث عادة نتيجة للتغيرات التي تحدث في توازن الكهارل والجفاف الناتج عن استخدام محلول غسيل الكلى. لتقليل هذه الأعراض، قد يقوم الطاقم الطبي بتغيير تركيبة المحلول أو تعديل مدة جلسات العلاج.
اختلال توازن الكهرباء
الكهارل، وهي أملاح ومعادن ضرورية لبقاء الخلايا تعمل بكفاءة، تتأثر أيضًا بغسيل الكلى. نقص الصوديوم أو البوتاسيوم أو المغنيسيوم أو غيرها من المعادن الأساسية قد يؤدي إلى خفقان القلب، التشنج العصبي، وضعف عام. يقوم الفريق الطبي بمراقبة مستويات الكهرباء باستمرار وتقديم المكملات الغذائية المناسبة عند الضرورة.
تكوين الحديد الزائد
يمكن أن يؤدي غسيل الكلى إلى تراكم الحديد في جسم الإنسان مما قد يتسبب في مرض تسمى "الحماض المعدني". هذا المرض مرتبط بعدد من المشاكل الصحية الخطيرة بما فيها القصور القلبي والأمراض العصبية. يتم مراقبة مستوى الحديد عن طريق اختبارات طبية منتظمة ويتم تقديم علاج خاص لتحلية الحديد إذا كان هناك خطر مرتفع للإصابة بالمرض.
التأثير العقلي والنفساني
على الرغم من عدم فهم تأثير غسيل الكلى على الوظيفة العقلية تماماً، إلا أنه تم تسجيل حالات ضعف ذاكرة قصيرة المدى وصعوبات التركيز لدى بعض المرضى. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود حالة مزمنة ومستمرة كالفشل الكلوي وغسيل الكلى يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والخوف والقلق وغيرها من الأمراض النفسية. ينبغي دعم المصابين نفسياً واجتماعياً أثناء فترة علاجه.
في نهاية الأمر، بينما يعد غسيل الكلى إجراءً مهمًا لحياة المرضى، فإنه يشكل عبءًا جسديًا ونفسيًا كبيرًا عليهم وعائلاتهم. الإنذار المبكر واتخاذ التدابير الوقائية والمراقبة المنتظمة للصحة العامة كلها عوامل رئيسية في إدارة مضاعفات غسيل الكلى وتقليل احتمالية ظهور المشكلات طويلة الأجل.