• صاحب المنشور: فكري بن موسى
  
  ملخص النقاش:
  يعد كتاب الله تعالى، القرآن الكريم، المعجزة البلاغية الخالدة التي تحدى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قريشاً وأهل اللسان العربي. وهو ليس مجرد مجموعة نصوص دينية فحسب، بل يشكل مصدراً للحكمة الإلهية والتعليم الأخلاقي والإرشاد الروحي للإنسانية جمعاء منذ نزوله حتى يوم القيامة.

يتمتع القرآن الكريم بميزات بلاغية فريدة تجعله مختلفًا عما سبقه أو اعقباه من الكتب المنزلة على الأنبياء السابقين عليهم السلام. فقد حوى آيات قصيرة وطويلة، بسيطة ومعقدة، شعرًا ونثرًا، مما يعكس قدرة اللّٰه عز وجل على الجمع بين الأنواع المختلفة للبلاغة العربية بطريقة متناغمة ومتكاملة. كما يتسم بأسلوب سهل ممتنع يخاطب العقول والفؤاد الإنساني بصورة عميقة ومباشرة.

أبرز مميزاته البلاغية

1. التحدي: اشتهر القرآن بتحديه العرب بأن يأتوا بسورة مثله، وذلك في قوله تعالى:
   (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِين)*[سورة يونس: 38]*. وقد استمر هذا التحدي لأكثر من ربع قرن دون أي محاولة جدية لخلق شيء شبيه به رغم امكانياتهم الأدبية والبلاغية المتفوقة آنذاك والتي كانوا يفخرون بها ويعتزون لها.
   
   2. الشمول والتكامل: ينظم القرآن الحياة البشرية كاملة منظومة شمولية تشمل العقيدة والأخلاق والأحكام العملية والشريعة الإسلامية موجهة جميع نواحيها نحو تحقيق سعادة الإنسان الدنيوية والأخروية.
   
   3.الإعجاز العلمي والمعرفي: تضمن الكتاب المقدس حقائق وعلم لم تكن معروفة حين نزوله ولكن ثبت صحتها لاحقا عند تقدم البحث والاستقصاء كالحديث عن انفصال الليل والنهار وتكوين الجنين ودوران الأرض حول الشمس وغير ذلك الكثير مما يؤكد صدق رسالة الإسلام وصدق نبيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به إلى الناس كافة.
   
   4.*الفصاحة وقوة التأثير* : يتميز بلفظه الرنان وقدرته الفائقة على تحريك مشاعر المخاطبين وإثارة انتباههم لما فيه من صور البيان والحكمة والوعظ والنصح والدلالة على الحق والصواب... إنه كلام حي نابض بالحياة يستحق الدراسة والمراجعة المستمرة لحسن الاستيعاب وفهمه حق فهمه!
   
   إن هذه الصفات الرائعة وغيرها الكثير هي علامات واضحة تدل دلالة دامغة على أنها كلام رب العالمين المنزل بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام-على قلب الرسول الأمي غيرالمتعلم والذي كان قبل دعوته يجهر بالعبودية للمعبود الواحد جل جلاله ويتجنب عبادة الأصنام والعجل الذي تعبد قومه زورا وبهتاناً.
   
   والخلاصة : إن دراستكم لهذا الكتاب العزيز ستكون مفيدة بإذن الله وستفتح أمامكم أبوابا واسعة للفكر والعقل وسوف تجدون داخله حلولا لكل المشاكل المطروحة حاليا وفي المستقبل القريب أيضا !