استلقاء المرأة: حكم شرعي مبني على الوقاية من الفتنة

في الإسلام، الأمور المتعلقة بالشخصية الإنسانية تُعتبر عادية ومباحة حتى يأتي دليل شرعي يقيدها أو يحظرها. وبالتالي، فإن الاستلقاء - سواء بالنسبة للرجال

في الإسلام، الأمور المتعلقة بالشخصية الإنسانية تُعتبر عادية ومباحة حتى يأتي دليل شرعي يقيدها أو يحظرها. وبالتالي، فإن الاستلقاء - سواء بالنسبة للرجال أو النساء - ليس محظورا بشكل عام. ومع ذلك، عندما يكون هناك خطر وقوع الفتنة والحرام، يمكن أن يؤدي الأمر إلى تغيير الرأي.

ورد حديث نبوي عن عمر بن عبد العزيز يقول فيه إنه "يكره لبناتهن النوم مستلقيات على ظهورهن"، موضحا أن الشيطان يبقى طامعا ما دامتا كذلك. كذلك ذكر بعض أهل العلم مثل ابن سيرين والكثير من الفقهاء كالشيخ أحمد بن حنبل والمحدث ابن القيم وابن عثيمين كراهتهم للاستلقاء للمرأة بسبب احتمالية وقوع فتنة وعدم المحافظة على العفة.

لكن يجب التأكيد على أن هذا الحكم مرتبط بتواجد عوامل الفتنة. أي أن المرأة لو كانت بمفردها في منزلها ولم تكن عرضة لأي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي، فلن يكون هنالك مانعا شرعيا لاستلقائها على ظهرها. ولكن إذا تواجد رجل غير محرم في المنزل مثلاً، فقد تصبح تلك الوضعية مصدر قلق محتمل للوقوع في الحرام.

وفي نهاية المطاف، يشدد معظم المفسرين للفقه الإسلامي على ضرورة تجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب الخطيئة، مما يعني أن أفضل طريقة لتجنب المشاكل المتعلقة باستراق النظر هي حرمان الشخص من فرصة القيام بذلك قدر المستطاع.

لذا، بينما يسمح الدين الإسلامي عموما بالاكتفاء الطبيعي والاسترخاء، فهو أيضا يدعم الرغبات والمعايير المجتمعية التي تعزز الاحترام الذاتي والعفاف العام لكل الأعضاء في مجتمع المؤمنين.


الفقيه أبو محمد

17997 블로그 게시물

코멘트