يشير مصطلح "جفاف الماء حول الجنين"، المعروف أيضًا باسم البولي هيدرامنيسيس، إلى حالة تتميز بانخفاض كبير في كمية سائل المشيمة، وهو السائل الذي يحيط بالجنين خلال فترة الحمل. هذا الشرط قد يؤدي إلى مشاكل محتملة للطفل وصحة الأم إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في حدوث هذه الحالة.
أولاً، عمر الأم يلعب دورًا مهمًا؛ فالنساء الأكبر سنًا هن أكثر عرضة لخطر الإصابة بجفاف الماء حول الجنين بسبب زيادة خطر حدوث بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، الأمراض التي تصيب الرحم أو المشيمة، كالتشوهات الوعائية مثلاً، قد تؤثر أيضاً على إنتاج السوائل المحيطة بالجنين.
ثانيًا، العيوب الخلقية لدى الطفل نفسه قد تتسبب في انخفاض مستويات السائل الأمنيوتي. إن وجود عيوب معينة في الجهاز الهضمي قد يعيق القدرة الطبيعية للمشيمة لاستخلاص السوائل وإعادة تدويرها مرة أخرى للسائل الأمنيوتي، مما يؤدي إلى نقصان السائل حول الجنين.
كما تلعب المشكلات المتعلقة بتغذية الجنين دورًا حاسمًا هنا. فإذا كان الطفل غير قادر على امتصاص ما يكفي من سوائل المشيمة عبر رقبته - وهي الطريقة الرئيسية لإزالة المياه الزائدة منها - فإن ذلك سيؤدي بالتالي لانخفاض مستوى ذلك السائل.
وأخيراً، يمكن لعوامل بيئية ووراثية أيضا أن تكون لها تأثير. على سبيل المثال، التدخين أثناء الحمل والإدمان على المخدرات والكحول كلها أمور معروف أنها تضر بصحة الحمل وتزيد من احتمالية حدوث حالات كهذه. ومن الواضح أن التاريخ العائلي لأحد الأبويين المصاب بداء البولي هيدرامينسيز سابقاً يعد عاملا آخر يستحق النظر فيه لتقييم مخاطر حدوث نفس الحالة للحمل الحالي.
وبطبيعة الحال، عند ظهور علامات تشير إلى احتمال جفاف الماء حول الجنين، ينبغي استشارة الرعاية الصحية الفورية للحصول على التشخيص المناسب والتوجيه بشأن خطوات العلاج الملائمة لحالة كل امرأة بما فيها مراقبة نموِ الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية ومتابعة حالة الأم سريريًّا قدر المستطاع قبل الموعد المنتظر لعملية الولادة القيصرية المفيدة لهذه الظروف تحديداً والتي تعد أحد خيارات الحد من المضاعفات المرتبطة بهذا النوع من حالات الحمل الحرجة.
