- صاحب المنشور: وسن المدغري
ملخص النقاش:
تسعى العديد من المجتمعات حول العالم لإيجاد توازن ناجح بين طرق التعليم التقليدية والتكنولوجيات الجديدة التي تفرض نفسها بخطى ثابتة. إن هذه الرحلة نحو الجمع المثالي بين القديم والجديد ليست سهلة وتتطلب دراسة متأنية لتأثيراتها على العملية التربوية بأسرها. فالاستفادة الكاملة من أدوات العصر الحديث تعني استخدامها بطرق تربوية ذكية تحافظ على جوهر القيم الإنسانية وتعزز التعلم الفعال لدى الطلاب.
في حين تؤمن معظم المؤسسات التعليمية بفوائد الاندماج الرقمي مثل الوصول إلى محتوى أكبر، التواصل عبر المسافات البعيدة، وأساليب التعلم المتنوعة؛ إلا أنها تشدد أيضًا على أهمية الحفاظ على بيئة مدرسية ذات معنى وعلاقات شخصية قوية بين المعلمين والطلاب. فالتكنولوجيا وحدها قد لا توفر الجوانب الاجتماعية والثقافية الغنية التي يميز بها التعليم التقليدي نفسه.
وتكمن إحدى أكبر العقبات أمام هذا التحول في عدم تكافؤ الفرص الإلكترونية داخل المجتمع الواحد وخارجه. فرغم انتشار الإنترنت عالميًا، مازال هناك تفاوت كبير فيما يتعلق بتوفر الأجهزة الحديثة والبرامج اللازمة للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في المجال التعليمي. بالإضافة لذلك فإن قدرة الأفراد على فهم واستيعاب المواد المقدمة عبر وسائل رقمية جديدة تعتمد بشكل مباشر على مستوى مهاراتهم الرقمية الأساسية والتي يمكن اعتبارها نوعا آخر من الحرمان عندما يغفل عنه نظام تعليمنا الحالي رغم خطورة تأثير ذلك مستقبلا .
وعلى الجانب الآخر نواجه تحديا آخر يتمثل في مقاومة بعض الأشخاص الأصيلة للحلول الإلكترونية بسبب الولاء الشديد للطرق القديمة والداعمين الذين يؤكدون دائماً بأن "الأشياء لم تكن بهذا الروعة في يومنا". وهؤلاء غالبًا هم أكثر تجربة بالحياة ولديهم خبرة واسعة لكن يبدو أن لديهم نظرة ضيقة تجاه تقدم العلم والمعرفة مما يحرم أجيالا قادمة من الاستفادة القصوى لما تزوده لهم تلك الوسائل الناشئة حديثاً.
وعليه، فإنه بات ملحا البحث عن نماذج عمل تشجع على دمج أفضل المواصفات لكل جانب – سواء كان تقليدياً أم عصريًا - بهدف خلق أجواء تعلم مثالية ومتكاملة تلبي الاحتياجات الأكاديمية والنفسية لأطفال اليوم بينما تستعدهم لمعايير سوق العمل العالمي المتغير باستمرار أيضا. وبالتالي سيحتاج الأمر المزيد من التجارب المشتركة والمناقشة المتواصلة لكشف مؤشرات الطريق الصحيح والذي لن يأتي غير بتحديد أولويات واضحة وموجهة جيداً منذ بداية رحلتنا نحو رقمنة قطاع التعليم المحلي والدولي عامة. وفي النهاية ستكون نتائج جهودنا جمعيات مشتركة تؤثر بإيجابيّة كبيرة ليس فقط علي رفاهيت مجتمع حالٍ بل كذلك جيل كامل مقبل!