- صاحب المنشور: إسحاق بن تاشفين
ملخص النقاش:
تُطرح مسألة العلاقة بين تعاليم الدين الإسلامي والعلوم الحديثة منذ قرون، وتظل هذه المسألة موضوع نقاش مستمر. على مر التاريخ، كان هناك وجهات نظر متنوعة حول مدى توافق العلم والدين ومعرفة الله وبحث الإنسان للكون. يشترك كلا المجالين - الديني والعلمي - في هدف مشترك وهو فهم الوجود وتفسير الكون بطرق مختلفة ولكنها تكمل بعضها البعض عند النظر إليها بعيون متفتحة وآفاق رحبة.
في القرآن الكريم والسنة الشريفة، نجد العديد من الآيات والأحاديث التي تشجع على طلب المعرفة والاستفسار عن خلق الله عز وجل. يقول تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ" (سورة البلد)، مما يدعو إلى البحث والتدقيق في خلقه وعلمه. كما أكدت أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية التعلم والمعرفة فقال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
بالرغم من ذلك، قد أدى سوء الفهم والصراع الثقافي بين الأديان المختلفة والثقافات المتنوعة عبر الزمن إلى ظهور اعتقاد خاطئ بأن الإسلام يعارض العلم أو يقف حاجزا أمام التطور المعرفي والإنجازات التقنية. إلا أنه عندما يتم تحليل نصوص الإسلام الأصلية وفهمها ضمن السياقات المناسبة، تصبح واضحة حقيقة أنها تدعم وليس تتعارض مع تقدم الإنسانية الحاصل اليوم.
إن الجمع بين فضائل الثقافة العربية الإسلامية والعقلانيّة الغربية أصبح أكثر تميزًا وأثرًا الآن مقارنة بأوقات مضت حيث كانت تلك الجماعتان تفترقان بشدة فيما يتعلق بفهمهما للعلم وما ينبغي له فعله بالنسبة للدين. لم يعد هذا الاختلاف ضروريًا؛ لأننا نشهد حاليًا انتقالاً نحو عالم يسعى فيه المجتمع العالمي لاتخاذ نهج شامل يجمع الخبرة والمعارف المكتسبة عبر تاريخ البشرية كافة بمراحلها المختلفة.
على الرغم من وجود تفاوت كبير بين نظرتَي المسلمين القدامى والمفكرين الحديثين تجاه علوم دينهم وتطبيقاتهم العملية لها، فإن الخطوات الأولى لتأسيس مدارس علمية مميزة داخل العالم العربي تمت بالفعل قبل عصر النهضة الأوروبية بنحو قرن كامل تقريبًا! فقد برزت شخصيات بارزة مثل ابن الهيثم وابن رشد وغيرهما ممن تركوا بصمة عميقة ليس فقط في مجالات اختصاصهم بل وفي مختلف جوانب الحياة الأخرى أيضًا. إن تقديراتهم الرائعة تستحق التشريف والاحترام لما حققته لنا وللحضارة العالمية جمعاء حتى يومنا الحالي.
وفي العقود الأخيرة تحديدًا، شهدنا نموًا ملحوظًا لسعي مؤسسات التعليم العالي المرموقة داخل الوطن العربي لإعداد طلاب قادرين على مواصلة تطوير مجالات بحثية جديدة ذات طابع ديني وطرح أفكار مبتكرة لدمج تعاليم الإسلام الأصيلة ضمن منهج دراستهم الأكاديمي المعتمد حديثًا والذي يحافظ دومًا وعلى جميع المستويات وعلى إمكانية تطبيق استنتاجاتهم وقراراتهم واتخذوا حياله إجراءاتها التنفيذية اللازمة بكل شرف وتميز دون أي انتقاص ولا عيب يرجع باللوم عليهم أبدا بحول الله ثم بوعده سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين الذين يستمعون ويعملون ويتبعون هديه ربهم جل جلاله الصادق الوعد الحق المبين المبين لهم دينه وشرعه ومكتبه المنزل المنزل منزل المصطفى الأمين الأميين الأميين للأميين للأبد أبداً... آمين!!!