- صاحب المنشور: مشيرة المسعودي
ملخص النقاش:
تشهد ثقافة العمل الحديثة تحولات متزايدة نحو الاستغلال الزائد للوقت والموارد البشرية تحت مظلة "الإنتاجية"، مما يؤدي إلى ظهور حالات قلقة جديدة بين الأفراد الذين يشعرون بضغط مستمر لتلبية توقعات عالية ومستمرة. هذه الظاهرة ليست مجرد انعكاس لعصر يركز بشكل كبير على الكفاءة؛ بل هي نتيجة مباشرة لعدم توازن واضح بين التوقعات العملية والرفاه النفسي للموظفين. تستكشف الدراسة الحالية التأثير السلبي للتحفيز الذي يتجاوز الحدود المعقولة على الصحة النفسية لأفراد المجتمع المهني، مع استعراض الآثار الفورية وطويلة المدى لهذا النوع من الضغط الوظيفي المتواصل.
فهم المشكلة: الارتباك بين الإنتاجية والقلق
تُعرَّف الإنتاجية عادة بأنها كفاءة استخدام موارد المؤسسات لتحقيق الأهداف المنشودة بأعلى قدر ممكن من الجودة والكفاءة. ومع ذلك، عندما يتم تشكيل هذا المصطلح خارج نطاق ظروف عالم حقيقي وعادل، فإنه يخسر جوهره الأساسي ويصبح عامل توتر وضغط عوضاً عنه. يعمل نموذج عمل قائم أساسا على زيادة الإنتاجية بلا مراعاة لحاجة الإنسانية الخاصة للاستراحة والتوازن الشخصي كمصدر رئيسي للإرهاق الذهني والعاطفي لدى موظفيه. وهذا الوضع يعكس عدم اهتمام ملموس بحماية حقوق الأشخاص ضد سوء استخدامهم كرد فعل لإشباع رغبة قوى سوق العمل في تحقيق الربحية القصوى وفق أي ثمن كان! لذلك، فإن إدراك مدى ارتباط الإشراف غير المقيد بالنتائج بتفاقم حالة الانزعاج الداخلي أمر ضروري لفهم طبيعة العلاقة بين هاتين القوتين المضادتين - الأولوية للأعمال مقابل الحرث المستدام لصالح الإنسان - والتي تتضح جلية عبر مراقبة حالة العمال ممن يتعرضون باستمرار لمطالب مكثفة مرتبطة بمؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs).
البحث العلمي المتعلق بالحالة المرضية المسماة "Burnout"
تم رصد مجموعة متنوعة من آثار ضارة طويل الأمد تظهر خلال مرحلة مبكرة نسبيًا عند تعرض أحد أفراد الطاقم لمحفزات شديدة للغاية تؤثر تأثيراً عميقاً في نوعية حياته اليومية بالإضافة لما يلي أيضا : فقدان الدافع نحو القيام بالمهام المعتادة شأنها شأن الاضطراب المزاجي العام والحيرة حول تحديد موقع الذات داخل مجتمع مدسوس بذكريات الماضي وظلله السوداوية حيث يفقد المرء القدرة تدريجيًا وفجائيًا للحفاظ علي نظرة ايجابية تجاه الواقع الخارجي وبالتالي الشعور بعدم جدواه الشخصية وكذلك شعوره بانعدام تقديره لنفسِِِِِِِّّّئْ ذاته وأفعال قام بها سابقاَ وجدتها ذات اهميه فوق اعتقاد سابق له وهي علامات واضحة لما يُطلق عليه حالياً تسميه ''burnout''. وهذه الحالة يمكن اعتبارها شكل حديث وتطور جديد للاكتئاب النقي ولكنه يستهدف بشكل خاص قطاع محدد وهو القطاعات المنتجة للخدمات حيث أنها أكثر عرضة لهذه المخاطر مقارنة بالأعمال اليدوية التي تعتبر أقل خطورة نسبيا حسب بعض التصنيفات النظرية ولكن حتى وإن تغير سيناريو العمليات فتظل احتمالات مواجهة مشاكل صحية مشابهة موجودة بنسب متفاوتة بناء علي اختلاف بيئات الشركات المختلفة سواء كانت كبيرة أم صغيرة الحجم أو حتى لو كانت تابعة لسلسلة اداريه واحدة لكن تختلف طرق التعامل مع المواقف اعتمادآعلي سياساتها الداخلية المتعلقه بكيفيه تنظيم العلاقات المهنيه بين أعضاء الفريق الواحد وكيف ينظر هؤلاء الأعضاء لاحساس زملاء لهم ربما يغرقون في دوامة تشبه اليأس والاستسلام أمام تحديات يوميات اعمال مكتبية قد تكون مملا وغارقة بازدواجيه داخليه لدى البعض منها .
وفي نهاية المطاف ، تبقى إدارة مخاطر الصحة النفسية مسألة ملحة لكل صاحب شركة مهتم برعاية عناصر فريق عمله لأن وجودموظفين نشيطين يؤمنون بقيمتهم