١- جميع الدول الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري - الإقليمية منها والدولية-متفقة على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في سوريا بشكله الحالي وبمناطق النفوذ التي فرضتها الجغرافيا الممزقة، لا توجد أي نية لتغيير خرائط السيطرة وهذا ما تدعمه بقوة الولايات المتحدة التي لا تبحث عن التغيير.
٢- يتفق الاتحاد الأوروبي وتركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الحفاظ على الوضع القائم في سوريا وعدم تغيير خرائط السيطرة والحد من أي نزاع من شأنه أن يشكل تهديد بموجة لجوء أخرى لأكثر من خمسة ملايين شخص يعيشون في الشمال السوري، وهو أكبر هاجس يؤرق الاتحاد الأوروبي.
٣- في المقابل ومع انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا تخشى هي الأخرى من إشعال جبهة ثانية يمكن أن تسبب لها نتائج كارثية من استنزاف يستغله الغرب، يبدأ بدعم المعارضة السورية وينتهي بطردها من مطار حميميم والقاعدة العسكرية في طرطوس وخسارة كل مكتسباتها في سوريا.
٤- أما إيران التي تواجه اليوم أزمات عديدة أهمها استهداف إسرائيل لمستشاريها وخبرائها العسكريين في سوريا وأيضاً استهداف مليشياتها في لبنان، تخشى هي الأخرى من أي تحرك عسكري يكشف تحركاتها ومواقع عملياتها وأماكن انتشار عسكرييها مع المحاولات الأخيرة لإعادة تموضعها وانتشارها في سوريا
٦- عموماً ومن وجهة نظري أعتقد أن الوضع في سوريا سيستمر على هذا الشكل لفترة طويلة بغض النظر عن عمليات التطبيع مع النظام، ولكن يبقى الغد المجهول هو الذي يحكم العلاقات الدولية، فمن الوارد أن تتغير استراتيجيات الدول ومن الوارد أيضاً أي يأتي للعالم مجنون واحد يقلب الدنيا رأساً على عقب