- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشكلت فجوة تعليمية بين الطلاب المتفوقين تكنولوجياً والمُهمشين بسبب تحديات الوصول إلى الإنترنت والأجهزة الرقمية. يعيش مليارات الأطفال حول العالم خارج نطاق شبكة الانترنت ويتلقّى عدد متزايد منهم تعليمًا رقميا محدوداً أو معدوماً بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف الاتصال بالإنترنت والحصول على الأجهزة اللازمة للاستخدام الفعال للتكنولوجيا الحديثة. يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية حيث يصبح امتياز استخدام التقنيات الجديدة حكراً لفئة محددة مما قد يديم دورة الحرمان ويؤثر بشكل مباشرعلى فرص هؤلاء الأفراد لتحقيق النمو الاجتماعي والمهني المستقبلي .
للتعمق أكثر في هذه القضية المُلحّة ، يمكننا تقسيم التحليل لمناقشة الآثار المختلفة للتقانة علي مستويين رئيسيين :أولها آثارها الاجتماعية والثانية الاقتصاديه ,لكنهما مرتبطتان ارتباطا وثيقاً.بالنسبة للمستوى الأول –الأثر الإجتماعي– تتضح عواقبه جلية عند رصد نسب مشاركة الجنسين(خاصة الفتيات) والأطراف المحرومة تاريخياً كذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الذين ينتمو لعائلات فقيرة وغير ذلك؛ إذ تظهر بيانات منظمة "اليونسكو" ارتفاع نسبة تسربهن وعدم استكمالهن لتعلمهن مقارنة بالأقران الآخرين لهذا السبب تحديداً! أما فيما يتعلق بمقتضى التأثير الاقتصادي فهو واضحٌ أيضاً حينئذٍ عندما نفكر بكيفية فقدانهن لطاقات هائلة كان بإمكانها مساهمتهن بتنميت المجتمع وتطوره لو توفر لها الدعم الكافي لاستكمال رحلة تعلمهن واستثمار مهارتهن فيما بعد ليصبحن فردا منتجا ومبدعا يساهم بتعزيز القدرة الشرائية لأسرهم ولبلادهم عموما.
بالإضافة لما سبق ذكره فإن الاستغلال الأمثل لقدراتالتكنولوجيا المتاحة حالياً ليس خياراً سهلاً دائماً وذلك راجع أساساً لنقص المعرفة اللازمة لدى العديد ممن يستخدموها اليوم وبالتالي يحدث سوء فهم كبير نتيجة لذلك بشأن ماهيتها وطرق تطبيق افضل الأساليب المثلى للاستعمال الصحيح منها وهو الأمر الذي يشمل أيضا التدريب المناسب لتجهيز المستخدم لهذه المهمة الضخمة التي ستكون مفيدة بلا شك للحاضر والمستقبل معاً طالما تمت وفق شروط واضحة وأهداف محدودة بعيدا عن العشوائية المعهودة الآن!.
لايمكن تجاهل دور الحكومات والشركات العالمية هنا والتي عليها مسؤولية أخلاقية كبيرة نحو المساعدة والدفع باتجاه ضمان الحق المشروع لكل فرد بالحصول علی تجربة تعليمية ذات جودة عالية بغض النظرعن مكان ميلاده وما إذا كان لديه مال أم لا؛حيث إن حل تلك المعضلات يكمن بداية بانشاء بنى تحتيه مناسبة تغطي جميع المناطق ثم تأمين وسائل اتصال آمنة ومتعددة الوسائط بالإضافة إلي تطوير محتوى رقمي مناسب لجميع الاعمار والفئات العمرية المختلفه ايضا وكذلك تقديم دورات تدريبية مجانيه تساعد المستخدم الأصغر سنّا وفقيراًتعاطي بحر المعلومات الواسع أمام عيناه بطريقة مدروسة ومخططة بشكل جيد تضمن تحقيق اقصى استفاده ممكنة منه عوض ترك أمر هكذا أمر حرٌ بدون إرشادات وضوابط ضرورية لحماية أبنائنا وشباب مجتمعاتنا الغالية ضد المخاطر المحتملة أثناء التنقل عبر الشبكات العنكبوتية ومن ضمنهما الوقوع فريسة لابتزازات إلكترونية وغيرها الكثير