على الرغم من سمعته الكبيرة ومعرفته الواسعة بالحديث، فإن آثار الوليد بن مسلم المعروف باسم "الزهري"، والتي غالبًا ما تكون مرسلة بسبب عدم وجود رابط مباشر بين الصحابي والتابعي، قد تواجه بعضاً من التناقضات عند مقارنتها بالأحاديث الأكثر ثباتاً. هنا سنتناول مثالين توضح هذا الأمر ضمن السياقات التاريخية والسند الحديثي لهما.
الأول: مسألة الدية للمرتدين غير المسلمين وفقاً لأبي هريرة وعبد الرحمن بن أبي ليلى ضد أبي إدريس الخولاني ورواية زهري التي تشير إلى حد سواء الدية لها نفس القيمة للمسلمين وغير المسلمين خلال فترات خلافة عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعًا. يرى الشيخ الغزالي أنّ الأخير يعارض الأحكام الثابتة بحسب الصحيح (سنن الترمذي وصحيح البخاري وموطأ الإمام مالك).
الثانية: مشاركة اليهود لصالح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء أحداث بدري مقابل الإنفاق فيما بعد كما ورد عن عروة وزهرى والتي تخالف قول زوجة رسول الاسلام، أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ، بشأن استبعاد المشركين المستعدين للجهاد تحت رايته الشريفة بموجب نصوص موثوق بها بما فيها صحيح مسلم وشرح فتح الباري للعالم الكبير ابن حجر.
تشير هاتين الحالتين إلى قابلية تراجم وفروع علوم الحديث لاتخاذ مواضع خلاف محتملة حتى داخل دائرة العدالة الصعبة الظهور والمعرفة الواسعة بشروط الصحة والحفاظ عليها. ويظل التدقيق الدقيق للأحاديث وتقييم سنداتها أمر ضروري لتحديد درجة قبول كل رواية بناءً على وزن الأدلة المختلفة المتاحة عبر نهج علمي متأنٍ وموضوعي نحو فهم النصوص النبوية حق الفهم.