- صاحب المنشور: زهير الدمشقي
ملخص النقاش:تعتبر عمليات التعدين الصناعية عمودًا رئيسيًا في اقتصاد العديد من الدول حول العالم؛ حيث توفر المواد الخام الأساسية اللازمة للبناء والصناعة المتنوعة. ومع ذلك، فإن هذه العملية تتسم بتداعيات بيئية خطيرة تحتاج إلى دراسة مستفيضة ومناقشة معمقة. تعد التأثيرات البيئية لهذا القطاع أحد المواضيع الملحة التي يتعين النظر إليها بعناية شديدة بسبب تأثيرها على النظام البيئي العالمي والتنوع الحيوي والمجتمعات المحلية.
يبدأ الضرر الفوري عند البدء في استخراج المعادن من باطن الأرض، والذي ينطوي عادةً على استخدام كميات هائلة من الطاقة والكيميائيات الخطرة لتفكيك الصخور واستخلاص الخامات. هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى تدمير المساحات الخضراء، وفقدان الأحياء الطبيعية وتلوث المياه الجوفية والأنهار القريبة بمياه الصرف والمعادن الثقيلة مثل الزئبق والقصدير. بالإضافة لذلك، قد تؤثر الانبعاثات الصادرة عن الآلات المستخدمة خلال العمليات على جودة الهواء محلياً وعالمياً.
بعد انتهاء مرحلة الاستخراج تبدأ مرحلة أخرى مهمة وهى معالجة الخام وتحويله لمواد خام ثم منتجات نهائية قابلة للاستخدام مباشرة. تشمل هذه المرحلة مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنشطة التي غالبًا ما تتطلب كميّات كبيرة جدًا من الكهرباء والمياه وكذلك مواد كيمياوية ضارة بالبيئة بصورة ملحوظة.
لتعزيز فهم أهمية مواجهة التحديات المرتبطة بالتأثير البيئي لقطاع التنقيب، يجدر بنا التركيز على عدة جوانب: الأول هو تطوير تقنيات حديثة أكثر صداقة للبيئة تستطيع الحد من انبعاث الغازات الدفيئة والتخلص الأمثل للمخلفات المشابهة لتلك المستعملة في المناجم أو مصانع التحويل.; ثانيًا - العمل نحو زيادة فعالية إدارة الموارد والحفاظ عليها عبر إعادة التدوير وإعادة استخدام المخلفات بدرجة أكبر مما هي عليه حالياً;
بالإضافة لكل ماسبق ذكرة أعلاه ، يعد دعم البحث العلمي والدراسات الأكاديمية المتعلقة بنواحي مختلفة كالاستدامة والصحة العامة والآثار الاجتماعية جانب آخر يستحق الاهتمام الشديد . وبشكل عام، يقع عبء مسؤوليتنا تجاه الحفاظ علي الكوكب الحالي وأجياله المقبلة فيما يتعلق باتخاذ إجراءات عملية لمنع تفاقم الوضع الحالي الناجم أساسا عن اهتمام محدود بالعوامل المؤذية المنبعثة أثناء القيام بأنشطة تنقيبية وصناعية متفاوتة الاتساع والفائدة الاقتصادية المحتملة منها.