- صاحب المنشور: حسن بن بكري
ملخص النقاش:
تواجه مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي تحديات متعددة ومتنوعة تؤثر على جودة العملية التعليمية وعلى مستقبل الطلاب. هذه التحديات تعكس مشاكل هيكلية وتنظيمية واجتماعية واقتصادية، مما يجعل تحقيق هدف توفير تعليم عالي الجودة والوصول إليه أمرًا أكثر تعقيدًا. فيما يلي بعض أهم تلك التحديات:
- التدفق المتزايد للطلاب: تشهد معظم دول العالم العربي زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالتعليم الجامعي، حيث يتطلع الكثير من الشباب إلى الحصول على شهادات جامعية لتحسين فرصهم في سوق العمل. ومع ذلك، فإن هذا التدفق الكبير للطلبة قد يؤدي إلى ضغط على البنية التحتية والموارد البشرية والمادية داخل المؤسسات التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر عدم وجود خطط مدروسة لاستيعاب هذا الزخم السكاني الجديد على تجربة التعلم الشاملة وجودتها.
- التمويل غير الكافي: غالبًا ما يعاني قطاع التعليم العالي من نقص حاد في التمويل اللازم لتلبية احتياجات جميع المدارس والشباب الراغبين في مواصلة دراستهم بعد مرحلة الثانوية العامة. وهذا يعني قصور موارد مثل بناء حرم جامعي جديد ومرافقه وأجهزة تقنية وأساتذة مؤهلين جيدًا وغيرها الكثير. ولذلك فإنه من الضروري زيادة الاستثمارات الحكومية والدعم الخاص لضمان قدرة النظام الأكاديمي على تقديم خدمات عالية المستوى لمنسوبيه الحاليين والمقبليين أيضًا.
- نقص الأساتذة المؤهلين: يعد توظيف أعضاء هيئة تدريس ذوي خبرة وكفاءة أحد أكبر العقبات أمام تطوير نظام تعليمي فعال ومنتج للمجتمع المحلي والعالم أجمع كذلك؛ وذلك لأن هؤلاء الأفراد هم العمود الفقري لنقل المعرفة وبناء مهارات طلاب الغد الذين سيصبحون روادا للمعرفة والقادة المجتمعيين بالمستقبل القريب إن شاء الله تعالى جل وعلا! لذلك يجب التركيز بشدة على تحفيز وتحسين أوضاع ومكانتهم الاجتماعية والمعيشية حتى يستمر رفض مغريات الخارج ويواصل عطائه لوطنه.
- الجودة العلمية والنواتج: يشكك البعض جدوى المحتوى المعرفي الذي يتم تقديمه حاليًا مقارنة بممارسات أخرى أكثر نجاحا وانتشاراً عالمياً؛ إذ يوجد انشغال واضح نحو ترجمة مواد مكتوبة بلغات مختلفة دون مراعاة ظروف البلد وثقافته الفريدة الخاصة به والتي ربما تكون بعيدة كل البعد عن الواقع التربوي العام القائم لدى شبابه الصاعد الواعد بتقديم حلول مبتكرة لمشاكل معاصرة راهنة فضلاً عمّا سبقتها عبر قرون مضت أيضا!. وهنا يكمن دور خبراء علم النفس الاجتماعي والإعلام المقارن لإعداد برنامج منهجي شامل تعليميا وفكريا لفئات العمر المختلفة بغرض تعريفهم بثوابت الهوية الإسلامية الأصيلة وإمكاناتها الرائعة في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا والسلوك الإنساني وما إليها مما ينفع عباده المؤمنين وينفع بهم خلقه الأخرين سواء بسواء بإذن مولاهم القدير سبحانه وتعالى جل ثناؤه.
- الابتكار والبحث العلمي: تسعى المنظمات الدولية والجهات الداعمة دوماً لزيادة حجم الدراسات والأبحاث التطبيقية ذات التأثير الإيجابي المباشرعلى حياة سكان المنطقة العربية خاصة وهم بحاجة ماسّة لحلول عملية قابلة للتطبيق ميدانيا نابعة أصالة وخالصة طابع وطنيتها دون اتباع لأفكار خارجية غريبة عليهم نسبياً نوعاٌ ما . وفي نفس الوقت ، فان تمكين طلبتنا الجامعين الشبان