- صاحب المنشور: نورة البصري
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) واضحًا تقريبًا في جميع جوانب حياتنا. ولكن ربما يكون التأثير الأبرز والأكثر تأثيراً هو أثره على سوق العمل العالمي. بدأت العديد من الشركات بالفعل عملية التحول نحو الآلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات التي كانت سابقاً تتم بواسطة البشر. هذا يشمل كل شيء بدءا من الخدمات المصرفية عبر الإنترنت إلى تصنيع السيارات؛ حتى بعض الوظائف الأكثر تعقيداً مثل التشخيص الطبي والكتابة القانونية تبدأ الآن في الاعتماد على خوارزميات ذكية مدربة تدريباً عميقاً.
على الرغم من أنها قد توفر كفاءة أعلى وتقليل تكاليف العمالة، إلا أنها تتسبب أيضا في فقدان فرص عمل للعديد من الأفراد الذين لم يتمكنوا بعد من تحديث مهاراتهم لتناسب متطلبات العصر الجديد. فمثلاً، وفقاً لبعض الدراسات الحديثة، فإن حوالي 47% من المهن الموجودة حالياً مهددة بخسارة وظائفها بسبب الروبوتات ذات القدرات المتزايدة باستمرار. لكن قبل أن نغرق تماماً في حالة الرعب، هناك جانب مشجع أيضاً: فالتكنولوجيا الجديدة تخلق أيضًا فرص جديدة ومختلفة للتخصصات التي تعمل مع الذكاء الاصطناعي نفسه.
في الوقت الحالي، يتجه الكثير من المحترفين إلى تعلم البرمجة والبيانات وتحليلهما، المهارات الأساسية لإدارة وصيانة الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حاجة مستمرة لكل متخصصين قادرين على فهم البيانات الكبيرة واستخراج المعلومات منها بطريقة مفيدة للمؤسسة. سواء كان الأمر يخص الإحصائيين أو علماء البيانات أو محللي الأعمال، فالابتكار والتكيف هما المفتاح لتحقيق النجاح في عصر تكنولوجي جديد وفريد من نوعه.
في الختام، يبدو أنه سيكون لدينا عالم مختلف تماماً فيما يتعلق بسوق العمل خلال السنوات القادمة نتيجة لهذه الثورة التقنية. إنها فرصة يجب علينا اغتنامها والاستعداد لها بتعلم وتطوير مهارات جديدة وقابلة للاستخدام الأوسع. إن مواجهة هذه التحديات يمكن أن تؤدي بنا نحو مرحلة أكثر تقدمًا وازدهارًا اقتصاديًا واجتماعيًا إذا تم التعامل مع الوضع بحكمة ورؤية ثاقبة.