- صاحب المنشور: Christop Rosenbaum
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي المتصل باستمرار، أصبح التوازن بين حماية خصوصيتنا واستخدام الشفافية مصدر قلق رئيسي للمستخدمين سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات. يشكل هذا الجدل تحديًا متزايد التعقيد مع تطور تكنولوجيات جمع البيانات وانتشارها الواسع عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. يتأرجح تواجدنا على شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وغيرها من المنصات التي تتطلب الوصول إلى معلومات شخصية مقابل الخدمات المقدمة. يعكس الحوار الدائر حول هذه المسألة الطبيعة المعقدة والعلاقات المتشابكة لبيانات الأفراد وعلم البيانات وأخلاق المهنة والضمان القانوني والمجتمع المدني بشكل عام.
الخصوصية: خط الدفاع الأول للحريات الشخصية
تعد خصوصية الفرد حقا أساسيا مكفولاً بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان. فهو يضمن حرية الاختيار بشأن الكشف عن المعلومات وتحديد نطاق مشاركتها. تصبح أهميتها أكثر بروزًا عندما نتذكر أنه يمكن استخدام بيانات الشخص ضد رغبته لإدامة التحيزات الاجتماعية وبناء صور نمطية ضارة تؤثر سلباً على حياته العملية والشخصية. لذلك، تستحق الخصوصية اعتبارًا عاليًا كشرط لازم للديمقراطية والحريات الفردية داخل المجتمع المدني الحر.
الشفافية: بناء الثقة وتعزيز العدالة
من جهة أخرى تلعب الشفافية دوراً محوريًّا أيضًا حيث أنها تقوم بتعزيز العلاقة الجدلية القائمة بين الجمهور ومؤسساته المختلفة مثل الحكومة والصناعة والأعمال التجارية والأوساط الأكاديمية وما إليها؛ إذ تعمل على منح الفرصة أمام الجميع لمراقبة وتحليل القرارات واتخاذ الإجراءات اللازمة للتدخل حال وجود أي خلل محتمل قد يؤثر بالسلب عليهم وعلى مجتماعاتهم المحلية والإقليمية والدولية كذلك. إن تقديم تفاصيل دقيقة ومنصفة يساعد بصورة مباشرة على نشر العدل وإنشاء ثقافة مجتمع قائم على الاحترام المتبادل المبني على العلم والمعرفة بدلاً من الخوف وعدم الوضوح الناجم غالبًا جرَّاء الغياب الملحوظ للفضاء العام المفتوح والمعروف الذي يتمتع بدرجة عالية من المرونة والاستعداد لبذل جهد أكبر لفهم طبيعة الحالة الإنسانية المتغيرة باستمرار والتي تختلف حسب عوامل متعددة منها العمر والجنس والثقافة والخلفية التعليمية والقضايا الصحية والنفسية بالإضافة لعوامل اجتماعية واجتماعية اقتصادية أخرى عديدة ومتداخلة فيما بين بعضها البعض مما يستدعي ضرورة البحث المستمر والمناقشة المستمرة لهذا الموضوع الحيوي صاحب التأثير الكبير والمباشر في الحياة اليوميه لكل شخص فينا بلا استثناء حيث انه يساهم بنسبة كبيرة جدًا لتشكيل رؤيتنا لما يحدث خارج حدود نافذتنا الصغيرة المتمثل بحياة الأسرة والفئة العمريه المقربة منه وهو أيضا له دور فعال للغاية ليساعد المستخدم علي فهم نفسه و فهم الآخرين بشكل افضل ويتمكن من اتخاذ قرارات ذكية مستقبلية مبنية عل أساس قدر جيد بالأحداث المحيطه به . كما أنه يدعم الشعور بالإنتماء لدى المواطنين ويعمق روح الانتماء المؤسسي لدي موظفي القطاعات الحكوميه المختلفه وذلك بسبب شعوراً بالمسؤوليه المشتركه تجاه تلك المنشآت العملاقه التي تقدم خدمات مختلفه لأعداد هائله من البشر يومياً وهذا بطبيعته يحفز كافة الأطراف المعنيه نحو العمل بروح الفريق لتحقق اهداف عاليه مشتركه تجمع جميع أعضاء منظومة مواطني الدولة . ولكن حتى الآن فإن الكثير من الناس غير مطلعين بالمستويات المرتفه للأخطار المحتملة لهذه المعلومات الشخصيه عند عدم توفر ضوابط وضمانات آمنه تضبط عملية نقل واستخدام البيانات الخاصّة بهم خاصة وان هناك العديد من الهجمات الإلكترونية المنتشرة والموجهه خصيصا لاستهداف نوع معين من قاعدة بيانات فرد واحد بذاتها وقد يتعرض ايضا للغش التجاري عبر التسويق العشوائي المضايق والذي يقوم بإرسال رسائل دعائية عشواءيه لرغبات الأشخاص ولا يرجع بالنفع عليهم بأي شكل مباشر بل ويكلفهم الكثير من الوقت والجهد لدخول مواقع الان