نعود إلي الراحة علي أرض وشواطئ عُمان مع رواية أخري بعد ما قرات " بر الحكمان " للدكتور يونس الأخزمي . هذه المرة هي رواية محمد بن سيف الرحبي " حيتان شريفة " ولمحمد أكثر من عشرة أعمال . روايات " سيرة أبو زيد العماني " و" السيد مرّ من هنا " وقصص مثل " وقال الحاوي" و"أنواع " https://t.co/dTQwvSh8M3
وسيرة مكان مثل "بوح سلمي " وسيرة روحية مثل " بوح الأربعين " وغيرها .
محمد بن سيف الرحبي دائما مغرم بالتجريب في البناء واللغة دون تعقيد وأول مايظهر في هذه الرواية هو فصلها الأول حيث الكاتب الذي ينوي أن يكتب رواية عن الفساد يقابله بالمقهي شخص مجهول قرأ نيته وأفكاره
يسأله كيف سيكتب عن وزير وفساده . ويتحدث هو معه كأن هذا طبيعي يفرق له بين الخيال والواقع وأن مسعود الحوت الوزير الذي سيكون في الرواية ليس وزيرا بعينه بل شخصية فنيه . تكتمل الدهشة في الفصل الأخير حين يستدعيه الوزير الذي أقاله من العمل لمعرفته أنه سيكتب رواية عن الفساد
وفوجئ به يشير إلي شخصيات الرواية مسعود الفاسد الذي كان وزيرا جالسا ومعه أخوه صالح رجل الاعمال الفاسد ويخبره لولا أن منصور في السجن لأحضره أيضا . بين الفصل الأول والأخير يقطع محمد بن سيف الرحبي السرد بفصلين أو ثلاثة عن نفس الموضوع وأيضا بزوجة الكاتب التي تدرك مايكتب
وتحدثه عن عشقه لشريفة أهم أبطال الرواية وغيرها . الرواية رحلة عذاب جميلة لكاتب يقرأون أفكاره لكن حول ذلك تتداعي فصول الرواية المذهلة في وادي سمائل . فالحيتان هنا هم الفاسدون وهم أبناء السيدة شريفة التي لا تعرف هل هي جنية أم أنسية وكيف تزوجت رجلا هو ماهل بن الحوت