• صاحب المنشور: إسلام بن عروس
  
  ملخص النقاش:
  كان لظهور تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) تأثير كبير على مختلف القطاعات، ومن بينها مجال الرعاية الصحية. يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا ثورية لتحسين نتائج المرضى وتبسيط العمليات وبناء نظام رعاية صحية أكثر كفاءة. ومع ذلك، فإن دمج هذه التقنيات يعرض أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بالخصوصية والأخلاق والقابلية للوصول. سنستعرض في هذا المقال كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحويل قطاع الرعاية الصحية وكيف يجب اتخاذ إجراءات استراتيجية لتجاوز العقبات المحتملة.

تتمثل إحدى فوائد الذكاء الاصطناعي الأكثر إثارة في قدرته على المساعدة في التشخيص المبكر للأمراض وتحسين دقة تشخيص الحالات الطبية المعقدة. فقد تم تدريب بعض نماذج تعلم الآلة باستخدام بيانات طبية ضخمة لتحديد الأنماط والروابط التي قد يفوتها البشر أو يستغرق وقتا طويلا لإدراكها. وعلى سبيل المثال، تمتلك شركة Google DeepMind شراكة مع مستشفى جامعة لندن NHS Trust لاستخدام خوارزميتها "Staged" لمساعدة المتخصصين الطبيين في تحديد علامات تصلب الشرايين لدى مرضى السكتة الدماغية. وهذا النوع من الابتكار له القدرة على إنقاذ حياة الناس وتعزيز جودة حياتهم بشكل ملحوظ.

بالإضافة إلى التطبيقات التشخيصية، ينتشر استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا في إدارة وصيانة البيانات الصحية الشخصية للمرضى. تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي ومحركات الاستعلام الطبي بالقدرة على تحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة وجودة عالية، مما يساعد المحترفين الصحيين واتخاذ قرارات مدروسة بشأن علاج كل حالة فردية. كما انه بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء في مراقبة أعراض الأمراض المزمنة وإرسال توصيات حول التدخلات اللازمة قبل تفاقم الوضع.

مع ذلك، يأتي تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي بثقل من المخاوف الأخلاقية المرتبطة بها. توفر تكنولوجيا AI الحديثة طرقا غير مسبوقة للتلاعب بالأفراد وإنشاء نسخ مصطنعة لهم بغرض الاحتيال أو اختراق الأعمال التجارية وغيرها من الجرائم. لذا يتطلب الأمر تطوير بروتوكولات وهياكل تنظيمية قوية للحفاظ على خصوصية وأمن البيانات الصحية وضمان عدم سوء استخدام تلك التقنية.

وفي ذات السياق، هناك حاجة لاتباع نهج متوازن يشمل بناء ثقة المجتمع وتوعيتهم بفوائد وفقدان تقنيات ذكائها الاصطناعية المتاحة حالياً ومستقبليا أيضا، وذلك عبر حملات تثقيفية واسعة النطاق تستهدف جميع الفئات العمرية والثقافية داخل المجتمع الواحد والمجتمع الدولي عموماً. ويمكن لهذا النهج الأمني والشامل زيادة قبول الجمهور العام للاستعانة بتكنولوجيات المستقبل والتي ستكون جزءاً أساسياً منها الحلول القائمة علي تقنيات ذكاء اصطناعيه متقدمه تعمل بشكل مباشر ضمن البيئة الخدمات الصحيه اليوميه .