- صاحب المنشور: الطيب العسيري
ملخص النقاش:في عصر التكنولوجيا المتسارع، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي كأسلحة استراتيجية يمكنها تشكيل عملية التعلم التقليدية. هذه الأدوات الرقمية الحديثة توفر فرصاً هائلة لرفع مستوى جودة التعليم وتخصيصه وفق احتياجات كل طالب. لكن هذا التحول نحو الاعتماد على الأنظمة الذكية يعترضه العديد من العقبات والاعتبارات الأخلاقية التي تستحق الدراسة العميقة.
إحدى أكبر مكاسب استخدام تقنيات AI/ML في التعليم هي قدرتها على تقديم تعليم شخصي ومفصل لكل طفل حسب مستواه الفكري وقدراته الخاصة. يقوم النظام بتقييم أداء الطالب باستمرار ويعدل منهجه بناءً على ذلك، مما يسمح بإيقاع تعلم أفضل وأكثر فعالية. كما يساهم الذكاء الاصطناعي أيضًا في تحسين الوصول إلى المواد التعليمية من خلال توفير الدعم اللغوي للغات المختلفة وإتاحة البيانات العلمية والمعرفية بالكامل أمام الجميع بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية أو حالتهم الاقتصادية.
التحديات العملية
مع ذلك، تواجه تكنولوجيا الذكاء الصناعي بعض الصعوبات عند تطبيقها عمليا داخل الغرف الصفية الحقيقية. أحد أهم تلك المشكلات هو الحصول على مجموعات بيانات ذات حجم كبير ومتنوع تمثل جميع فئات المجتمع؛ لأن تدريب نماذج ML يتطلب كميات ضخمة من المعلومات المدربة عليها حتى تتمكن هذه النماذج من القيام بأعمال مذهلة مثل ترجمة اللغة أو فهم الرسائل الصوتية المكتوبة بصورة حرة وغير محكومة بالقواعد النحوية والإملائية المعتادة بالفعل. بالإضافة لذلك فإن تكلفة شراء المعدات اللازمة لهذا النوع من البرامج قد تكون عائقًا آخر أمام انتشارها الواسع خاصة في البلدان الفقيرة نسبياً والتي تحتاج لدعم دولي لتكييف نفسها مع متطلباتها الجديدة المتزايدة.
الاعتبارات الأخلاقية والقانونية
بالإضافة للتحديات التقنية، يجب النظر также في التأثيرات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة باستخدام ذكاء اصطناعي واسع الانتشار ضمن البيئة التربوية. يشمل ذلك مسائل الخصوصية الشخصية حيث إن جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات حول الأفراد بدون موافقتهم الصريحة يثير مخاوف بشأن سلامة معلوماتهم واستخدامها لاحقا لأهداف غير أخلاقية ربما. علاوة على ذلك، يناقش الخبراء أيضا مسألة شمولية القاعدة المعرفية المستخدمة أثناء التدريب وهل ستؤدي سياسات المحسوبية المعروفة باسم "bias" إلى وجود انحيازات ضمن نتائج عمل الروبوت وهو أمر خطير للغاية خصوصًا فيما يتعلق بموضوعات حساسة كالتمييز العنصري والديني مثلاً.