- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:تعدّدت الآراء حول تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية؛ فالبعض يرى أنها منحنا رفاهية لم تكن متاحة سابقًا، بينما يشعر الآخرون بالقلق بشأن المخاطر الأمنية والنفسيّة التي قد ترافق استخدامها. يرسم هذا المقال صورة واقعية لما تقدمه التكنولوجيا وما يخفيه جوفها الدفين. إن الحديث عن "عصر الذكاء الصناعي" ليس مجرد ترقب لثورة قادمة فحسب، بل هو تحليل عميق للتغييرات الجذرية التي طرأت بالفعل وأنماط الحياة الجديدة التي تتأثر بها الآن.
**الفنار الأول: الأضواء الساطعة للابتكار**
لا يمكن نكران الإنجازات الكبيرة والتقدم السريع الذي حققته التكنولوجيا الحديثة، فقد أدخل العالم إلى عصرٍ جديد رافقته اختراعات غير مسبوقة مثل الهواتف المحمولة الذكية والحوسبة العملاقة والذكاء الصناعي المتطور وأجهزة الروبوت التي تعمل بكفاءة عالية.
إن هذه الابتكارات أعادت تشكيل العديد من جوانب المجتمع المعاصر بدءاً بتسهيلات التواصل وجمع المعلومات وانتهاء بإحداث ثورات في مجالات الطب والصناعة وغيرهما الكثير مما كان محض خيال علمي قبل سنوات قليلة مضت فحسب! فعلى سبيل المثال، أصبح بالإمكان إجراء عمليات جراحية معقدة باستخدام روبوتات دقيقة للغاية وذلك لتحديد موضع التدخل الجراحي بدرجة عالية جدًا من الدقة وبالتالي تقليل احتمالية المضاعفات المحتملة بعد العملية نفسها؛ إضافة لذلك فإن التحليلات الحاسوبية للمرضى بناءً على بياناتهم الطبية الشخصية تساهم أيضًا في تقديم علاجات شخصية أكثرفعالية لكل شخص حسب حالته المرضية الخاصة.
**المنارة الثانية : الظلال المشؤومة للجوانب الأخرى**
في الوقت نفسه، تواجه التكنولوجيا مخاوف مشروعة ومصداقيتها فيما يتعلق بمجالات مختلفة:
*الأمان الرقمي:* تعدُّ الاختراقات الإلكترونية وتسريب البيانات من أكبر تحديات العصر الحالي حيث يستغل الهاكرز نقاط ضعف بعض البرمجيات لاستهداف الأفراد والشركات للحصول عمدًا على معلومات حساسة أو تضمين برمجيات ضارة بأجهزة المستخدمين بهدف سرقة الأموال عبر الإنترنت مثلاً.
كما ترتبط قضية خصوصية البيانات واستخداماتها التجارية الضمنية ارتباط وثيق بهذه المسائل إذ تمتلك الشركات كبرى كميات هائلة منها نظراً لأن رقمنة حياة الناس بات أمر واقع ولا مجال عنه!