- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور تقنية الذكاء الاصطناعي وتزايد استخداماتها في مختلف المجالات، أصبح طرح القضايا الأخلاقية المرتبطة بها أكثر أهمية. يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير طريقة تفكيرنا وعملنا بطرق لم تتوقعها البشرية سابقًا. ومن الجدير بالذكر هنا أنه ليست كل التطبيقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ذات طبيعة مشؤومة؛ ففي الواقع، فإن العديد منها يؤدي إلى تحسينات ملحوظة في حياتنا اليومية. ولكن عند النظر بشكل جدي وجذري لهذه التقنية، نجد ضرورة معالجة بعض المسائل المهمة التي قد تشكل تهديداً لإنسانيتنا ومجتمعاتنا الحالية والمستقبلية.
أولاً وقبل كل شيء، يعد عدم الشفافية أحد أكبر المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي. كيف يمكن لنا كبشر فهم كيفية عمل هذه الآلات وفهم قراراتها - خاصة عندما تكون تلك القرارات مهمة أو حساسة؟ مثال على ذلك هو النظام الذي يستخدم خوارزميات لتحديد الجرائم المحتملة لدى الأفراد بناءً على بيانات الماضي، مما يقود إلى احتمال "التنبؤ" بارتكاب جريمة مستقبلاً حتى لو كان الشخص غير مذنب فعلا! هذا النوع من الخوارزميات ليس فقط يضعف حقوق الإنسان والأفراد بل يتحدى مبادئ العدالة الأساسية لدينا. بالإضافة لذلك، هناك مخاطر مرتبطة بتعظيم التحيزات الموجودة ضمن البيانات المستخدمة أثناء تدريب نماذج الـ AI ويمكن أن تؤدي بدورها لعواقب وخيمة اجتماعية واقتصادية واجتماعية أيضا.
ثانياً، يشكل فقدان الوظائف نتيجة لأتمتة العمليات بواسطة الروبوتات والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصدر قلق مشترك آخر. صحيح أن التكنولوجيا تقدم فرص جديدة للمهن الحديثة لكنها تزيل وظائف أخرى قد كانت شائعة سابقا ولم يتم تعويض العمال عنها بشكل كامل بعد. كما أنها قد تؤدي لفروقات كبيرة بين الأغنياء والفقراء حيث يحصل الأشخاص الأكثر ثراء وصاحبين لرأس المال الكبير علي فرص أفضل للتكيف والتغلب بينما يغيب هؤلاء الذين لديهم موارد أقل للدعم والاستقرار الاقتصادي. الأمر نفسه ينطبق علي القطاع التعليمي وغيره الكثير ممَّن سيقع ضحية لهذا الهاوية الواسعة المفترضة بسبب الاختلاف الحيوي والفني والمعرفي الجديد والذي فرضته علينا الثورة الصناعية الرابعه وما بعده.
وأخيرا وليس آخرا، يجب مراقبة عمليات صنع القرار بالنسبة للآلات المزودة بخوارزميات مدرب عليها بإعدادات متحيزة والتي تعمل بغرض تحديد مصائر الإنسان مباشرة سواء أكانت صحيه أم اقتصاديه أم قضائية وهكذا دواليك وبالتالي فان هنالك حاجة ماسة لوضع قوانين ناظمة لحماية حقوق الانسان ومعاييره الأخلاقيه حتي حينما تصبح أدوات ذكاؤها اصطناعيا فوق قدرتها الذاتية الفرديسيه الطبيعيه . إن اتخاذ إجراءات الآن أمر حيوي لحماية مجتمعات الغد وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وإيجابيّة تلبي احتياجات الجميع وتعزيز رفاهتهم المشتركة للأجيال المقبلة أيضاً.