• صاحب المنشور: سليم الراضي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، مما أدى إلى ثورة تقنية غير مسبوقة. لكن هذا الابتكار المتسارع يأتي مصحوبًا بتحديات أخلاقية كبيرة يجب معالجتها بعناية لتجنب مخاطر قد تؤثر على المجتمع الإنساني ككل. وفيما يلي نقاش حول هذه التحديات وكيف يمكن موازنتها مع المسؤولية الاجتماعية والتزام المؤسسات نحو الخير العام.

1. شفافية وخضوع لرقابة

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً حاسماً من العديد من القطاعات، مثل الرعاية الصحية والمالية والقانون والنقل وغيرها الكثير. ولكن يثير استخدام نماذج تعليم ذاتي ومجهولة المصدر تساؤلات بشأن الشفافية والمحاسبة.

تتطلب المعالجة القانونية للقرارات التي يتخذها نظام ذكي معرفة سبب اتخاذ تلك القرارات. إن افتقار البرمجيات لأدلة توضح كيفية الوصول إليها أو كيف ولماذا قدمت اقتراحاتها الحاسمة يشجع على عدم الأمان ويضعف الثقة العامة في التقنيات الناشئة.

2. العدالة العادلة

يمكن لنظم التعلم الآلي المساعدة في تحديد الاختلاف الصحي وإدارة الروابط المالية وضمان سلامة الطرق. إلا أنها معرضة أيضا للأخطاء بسبب التحيزات الموجودة داخل بيانات التدريب الخاصة بها والتي تمثل مجتمعنا الحالي بطريقة غير متوازنة.

يتفاقم الأمر عندما يتم تطوير خوارزميات تحكم خدمات رئيسية ثم تفشل فشلًا كارثيًّا عند تطبيقها ليس بسبب عيوب محددة بل لأن البيئات المختلفة لها خصائص مختلفة تمامًا.

3. الحقوق المدنية والحريات الشخصية

مع ظهور البرامج القائمة على الذكاء الاصطناعي لمراقبة الناس وتحديد هوياتهم وجمع البيانات الفردية بدون علمهم وبشكل مستمر، فإن هناك نزاع محتدم بالفعل حول مدى respect احترام حقوق المواطن الأساسية وحماية خصوصيتها في ضوء تقدُّم قوة المحركات الخفية لهذه المنظومات الحديثة للغاية وآثارها المحتملة الواسعة الانتشار.

4. الوظائف والإنتاجية

إن قدرة روبوتات الذكاء الاصطناعي على توليد نتائج عالية الجودة بسرعات قياسية له تأثير كبير على سوق العمل العالمي.

بالرغم أنه سينتج عنه مكاسب اقتصادية هائلة إلا انه سيترك خلفيته آثار سلبية حيث فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم الحالية وقد يؤدي أيضاً لكثافة أكبر في العمالة البشرية المضغوطة تحت ظروف عمل شديدة الصعوبة بالإضافة لما قد يحدث لاحقا وهو استغلال هؤلاء الأفراد المستعدين دائما للعرض بأجر زهيد مقابل الحصول على فرص عملهم الوحيدة المتاحة لهم حالياً!

الحلول المقترحة

لتخفيف وطأة المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ينبغي اعتماد منهج شامل يستند أساساً لمنطلقات أخلاقية راسخة تضمن توافق سياساته وقوانينه مع متطلبات كل مرحلة زمنية جديدة تمر عليها تكنولوجيا المعلومات والمعارف الجديدة المكتسبة منها وكذلك مراعاة المتطلبات الثقافية والدينية لكل مجتمع عالميا وعربيا تحديدا.

إحدى أكثر السياسات حسما هي وضع قوانين دولية ملزمة باعتبار الذكاء الاصطناعي منتجا مشابها لصناعة السيارات مثلاً يتعين عليه خوض اختبارات صارمة قبل طرح المنتج النهائي للمستخدم النهائي للتاكد بأنه آمن للاستخدام ولا يحمل أي ضرر محتمل علي حياة الانسان او