التنصُّل من متابعة الفضائح والقضايا الخاصة: دليلٌ للإعلام المسلم

في ظل عصر الإنترنت والمواقع الاجتماعية المتسارع، أصبح الوصول إلى معلومات شخصية حول المشاهير والأفراد سهلاً للغاية. ولكن ما هي حدود هذه الحرية المعلوما

في ظل عصر الإنترنت والمواقع الاجتماعية المتسارع، أصبح الوصول إلى معلومات شخصية حول المشاهير والأفراد سهلاً للغاية. ولكن ما هي حدود هذه الحرية المعلوماتية بالنسبة للمسلمين؟ والجواب الواضح هو التقيّد بالأحكام الشرعية. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن اتباع مثل هذه الفضائح يمكن اعتباره تقبل للغيبة غير المرغوب فيها.

الغيبة، وهي الحديث عن الآخرين بطريقة سيئة بدون إذن منهم، محرمة بشدة في الإسلام. عندما يقرأ الشخص مقالات أو يستعرض محتوى يتضمن غيبة لشخص آخر، فهو عملياً يعبر عن موافقته الضمنية لهذه التصرفات المؤذيّة. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض وكان من شهدها كرهها، كان كمن غاب عنها." هذا يشير بوضوح إلى أن مجرد مشاهدة أو معرفة شيء خاطئ يعد مشاركة في الفعل نفسه.

بالإضافة إلى الغيبة، هناك العديد من المخاطر المرتبطة بمشاركة ونشر الفضائح عبر الإنترنت. أولها أنها تخلق بيئة لتقبل الفضيحة والمعاصي بصورة طبيعية مع الوقت. ثانياً، الخلط بين الحقيقة والخيال أو التحريف في مثل هذه القصص أمر شائع، وهو أمر يخالف تعليم النبي الذي نبهنا بقوله: "عَن أبي قِلابة... سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بئس مطية الرجل! زعموا". ثالثاً، معظم حالات نشر الفضائح ليست بهدف النصيحة أو الإرشاد، ولكن لتحقيق مصالح خاصة أو لإلحاق الضرر.

وبالتالي، يجب على المسلمين أن يحترموا خصوصيات الآخرين وأن يبتعدوا عن البحث في حياة الأشخاص الخاصة والمتابعة المستمرة للأخبار المتعلقة بهم. وفي حالة كون الشخص المعني قد قام بالفعل بترويج المعاصي علناً، فلا يزال من المهم عدم الانخراط في نقاشات حول تلك الأمور خارج السياقات المناسبة لنقدها.

كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل فعل أفضى إلى المحرم كثيرًا يكون سببًا للشر والفساد"، وبالتالي، يعتبر السعي وراء الأخبار الخاصة جزءًا من هذا السبب المحتمل للفساد إلا إذا كانت هناك مصلحة واضحة وجلية منه. لذلك، يسعى المسلم دائمًا إلى تجنب الاطلاع على أي محتوى يمكن أن يؤدي إلى الغيبة أو انتشار الفتنة داخل المجتمع.

وفي الختام، يدعونا الدين الإسلامي للحفاظ على كرامة الإنسان واحترام خاصيته وعدم التدخل فيما ليس لنا به علم. إنها دعوة للتوقف عند حد الاحترام والحذر ممن يريد استغلال حرية الاتصال الحديثة لغايات غير أخلاقية.


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے