- صاحب المنشور: أنيس بن ساسي
ملخص النقاش:يعد تحقيق التوازن بين الواجبات المنزلية والعائلية والمسؤوليات المهنية تحديًا كبيرًا تواجهه الكثير من النساء العاملات اليوم. هذا الوضع ليس فقط نتيجة للتوقعات المجتمعية التقليدية حول دور المرأة، ولكن أيضًا بسبب الضغوط المتزايدة في سوق العمل الحديث. تتطلب هذه العملية إدارة فعالة للوقت والموارد بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن يكون محدودًا أحيانًا.
أهمية التوازن الوظيفي/العائلي
إن الحفاظ على توازٍ جيد بين الحياة الشخصية والمهنية له فوائد عديدة لكل من الأفراد وأسرهم ومؤسساتهم. على المستوى الفردي، يساعد ذلك في تقليل مستويات الإجهاد وتحسين الصحة العامة والسعادة. بالنسبة للأطفال والأزواج، يوفر حضور أبوي متواصل وإيجابي بيئة أكثر استقراراً وراحة. وفيما يتعلق بالمؤسسات، يساهم توفير فرص عمل مرنة وتشجيع الاستقرار الأسري في زيادة رضى الموظفين وخفض معدلات دوران العمالة، مما يعود بالنفع النهائي على أداء الشركة وكفاءتها.
التدابير والاستراتيجيات
للتعامل مع هذا التحدى، هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها سواء كانت فردية أو مؤسسية:
- ترتيب الأولويات: تحديد الأولويات بناءً على الأحداث المهمة واستخدام أدوات تنظيم الوقت مثل الجداول الزمنية والتطبيقات الذكية لإدارة المشاريع.
- الدعم المنزلي: قد يشمل ذلك طلب المساعدة من شركاء الزوجين أو الأقارب الآخرين في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. كذلك، خدمات الرعاية الخارجية كمدارس قبل وبعد الدراسة وبرامج رعاية الطفل يمكن استخدامها أيضاً وفقا للحاجة والميزانية.
- الإدارة الناجحة للعمل: تشمل فكرة العمل المرنة حيث تسمح الشركات بممارسة بعض جوانب العمل خارج ساعات العمل الرسمية وقد تكون عبر الوسط الإلكتروني (عن بعد). كما يُستحسن استخدام تقنيات التواصل الحديثة لتسهيل التواصل داخل الفريق أثناء فترات عدم توفر أعضاء فريق كامل الوجه لبعضهم البعض.
- الصحة النفسية والجسدية: القيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء والترفيه مثل الرياضة والقراءة والاستمتاع بالفنون وغيرها من الهوايات المفيدة لصحتك العقلية والجسدية أمر ضروري لتحقيق حالة توازن أفضل.
- دعم سياسات المؤسسة: ينبغي للشركات تعزيز ثقافة قبول تعدد الأدوار لدى موظفاتها وتعزيز السياسات التي تدعم الرعاية الذاتية وتتعاطف مع الظروف الشخصية لهم ولأسرهم. وهذا يشمل تقديم عطلات مرضية قابلة للإرجاع عند الطلب، أيام خاصة بالأمومة/الأبوة، وكذلك مواقع عمل صديقة للعائلة ضمن حدود قدرة كل شركة للاستثمار والإمكانات المحلية المتاحة لديها.
هذه مجرد أمثلة قليلة لكيفية التعامل مع المعضلة المعقدة بعناية وهي محاولة الحصول على حياة مهنية ناجحة جنبا إلى جنب مع مسؤوليات شخصية مكلفة للغاية - لكنها تستحق بذل الجهد حقا! إن الاعتراف بهذه الصعوبات واتخاذ خطوات عملية نحو الحلول المقترحة سيؤدي بلا شك إلى تحسين نوعية حياتنا جميعاً بطريقة ملحوظة.