- صاحب المنشور: عبد الرشيد بوزرارة
ملخص النقاش:
ازداد الطلب على خدمات الرعاية الصحية الرقمية بسرعة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد انتشار الأجهزة المحمولة والإنترنت. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لتغيير المشهد الصحي الرقمي عبر تحسين وصول الأفراد إلى معلومات صحية دقيقة وموثوق بها. يعالج هذا المقال كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي تحقيق ذلك وكيف يمكن لهذه التقنية الجديدة تشكيل مستقبل الصحة العامة.
يستخدم مصطلح "الذكاء الاصطناعي" لوصف مجموعة من التكنولوجيات التي تمكن الآلات من تعلم مهارات جديدة وتحسين أدائها باستمرار بدون برمجتها مباشرة بذلك. في حين كانت هذه الابتكارات موجودة منذ عقود مضت، إلا أنه لم يكن لها تأثير كبير حتى وقت قريب بسبب محدودية قدرة المعالجة الحسابية والتخزينية وغياب الشبكات الواسعة الانتشار. لكن اليوم تغير كل شيء؛ فمع ظهور الحوسبة الكمية المتقدمة والحواسيب العملاقة والأجهزة ذات القدرة العالية على التعلم الآلي، أصبح بإمكان البشر الاعتماد أكثر فأكثر على تقنيات AI للحصول على بياناتهم وأفكارهم حول العالم الخارجي - بما فيه المجالات الطبية الهامة مثل البحث العلمي وتشخيص الأمراض وإدارة المرضى وغيرها الكثير مما سنناقشه لاحقا بتعمق أكبر إن شاء الله تعالى.
إحدى أهم طرق مساهمة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة هي تطوير نماذج متخصصة قادرة على التحليل الدقيق للمعلومات الجينومية والبروتينية للتنبوء بأعراض مرض معينة أو خطر الإصابة به بناءً على خصائص جسد الفرد الفريدة فقط! فعلى سبيل المثال، قام فريق بحثي بجامعة كاليفورنيا بيركلي مؤخراً باستخدام خوارزميات ML لتحليل صور الأشعة السينية ثم مقارنتها بمجموعات تدريب كبيرة تحتوي أيضا علي نتائج اختبار PCR للتسرطن الثدي لدى النساء فوق الأربعين عاماً حيث حققت دققتهم نسبة نجاح وصلت حوالي %98 وهو رقم مشجع للغاية مقارنة بنظرائه التقليدية والتي غالبًا لاتتراوح دقتُها بين %70-%75 حسب الدراسات المنشورة حديثا حول الموضوع ذاته . كما استعملت شركة DeepMind البريطانية الشهيرة تكنولوجيا DNNs الخاصة بهم تسمى AlphaFold2 لإعادة هيكلة البروتينات الضرورية لفهم عملية عمل خلايا جسم الإنسان وبالتالي فهم أفضل لأسباب وفاة بعض أشكال السرطان المختلفة– وهذا ليس غير مثال واحد ضمن العديد الأخرى المثيرة للاهتمام حالياً !
بالإضافة لما ذكر أعلاه ، يوفر لنا استخدام NLP داخل نظام دعم قرار طبي رقمي محتمل رؤى عميقة حول كيفية وصف الأدوية المناسبة لكل حالة مرض محددة وذلك استنادآ إلي نصائح خبراء طب داخليا سابقه ؛ لأن الترجمة الطبيعية للغة الطبيعية تعني قدرة البرنامج علي تحليل كم هائل من الوثائق الأكاديمية والعلميه بطرق تفوق بشاعتنا بمرتين – اذا اردنا القياس بعامل الزمن المستغرق للإنجاز ! وفي الوقت نفسه لن ينسى أحد اهميت تلك الخدمه الحره والمفتوحة المصدر المسماة PubMed Central وهي قاعدة بيانات مجانيه شامله تضم جميع المقالاتpeer-reviewed المرتبطة بصحت الانسان منذ سنة ١٩٩٣ وما بعدها مما يتيح فرصه ذهبية أمام أي طالب علم حريص معرفيًا ليعميق فهمه بفروع عدة مثل الاحياء الخلويه والجزيئيه والكيمياء الحياه وعلاقتها بالإنسان سوءأكان حيوان النمو أم انسان بالغا وحتى الأطفال حديثو الولادة أيضًا !! وهذه ليست الا عينات قليلة ممن بين بحر واسع مليئة بالأبحاث الحديثة الرائعه والتي ستحدث تغيير جذري لعادات عيش سكان عالم الغد للأفضل باذن رب العالمين إذا ما تم توظيفت بحكمة ونشر ثقافة الاستخدام الصح لسائر المواطنين بلااستثناء .