- صاحب المنشور: رندة بن عاشور
ملخص النقاش:يشهد العالم اليوم تحولا جذريا في مفهوم إدارة الموارد والتوجهات الصناعية نحو اقتصاد أكثر استدامة وصديقا للبيئة. يهدف الاقتصاد الدائري إلى تقليل هدر المواد من خلال إعادة استخدامها وإعادة تصنيعها، مما يؤدي إلى خفض كمية النفايات التي تتدفق إلى مدافن النفايات ومحيطاتنا.
يعتمد هذا النظام على ثلاثة ركائز رئيسية هي التصميم لاستدامة المنتج طوال دورة حياته الكاملة؛ تعزيز التشارك والتقاسم لتجنب الازدواجية والاستخدام الفعال للمواد القائمة؛ وأخيرا تشجيع تبادل المعرفة والممارسات بين جميع الأطراف المهتمة لضمان التنفيذ الناجع لهذا النموذج الجديد للاقتصاد.
التحديات الرئيسية
رغم أهميته، يواجه الانتقال إلى الاقتصاد الدائري عدة عقبات كبيرة:
- غياب التشريعات والدعم الحكومي الواضح
- نقص البنية التحتية اللازمة لإدارة وانتقال هذه المواد المتداولة كيميائيا أو بيولوجيا بطريقة آمنة وفعالة
- عدم وجود خطط واضحة لتحفيز الشركات والأفراد على اعتماد هذه الاستراتيجية الجديدة لصالح البيئة
تطبيقات عملية واقتراحات مستقبلية
لكسر الحاجز الذي يعيق انتشار الاقتصاد الدائري، هناك العديد من الحلول المقترحة والتي يمكن تطبيقها فورا:
1 - زيادة مشاركة المجتمع
يمكن تعزيز ثقافة الاقتصاد الدائري عبر حملات توعوية واسعة تستهدف مختلف أفراد المجتمع. تشجيع الأفراد والشركات على تبني عادات مثل إعادة التدوير واسترجاع المنتجات المستعملة سيؤدي إلى تقليل الطلب غير الضروري والإسراف.
2 - تطوير سياسات حكومية داعمة
يتطلب الانتقال إلى الاقتصاد الدائري وجود دعم سياسي قوي. إن فرض ضرائب زائدة على المواد الخام، وتحسين العائدات المالية المرتبطة بإعادة التصنيع، وإنشاء قوانين ملزمة بشأن إعادة تدوير بعض المواد ستكون خطوات مهمة في الطريق.
3 - البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة
توفر التقنيات الحديثة فرصًا جديدة لإعادة تدوير مواد لم تكن ممكنة سابقا أو كانت مكلفة للغاية. تسريع وتوسيع الجهود البحثية في مجال علوم المواد والهندسة البيئية سيكون ضرورياً لبناء مجتمع أكثر استدامة.
4 - شراكاء القطاع الخاص
لعب دور محوري للشركات الخاصة في تحقيق هدف الاقتصاد الدائري. ويمكن لهذه الشركات، من خلال عملياتها الداخلية، دفع عجلة المنافسة الأخلاقية بين منافسيها وبالتالي دفع الجميع باتجاه هذه الرؤية الخضراء.
وفي النهاية، يتطلب التحول نحو الاقتصاد الدائري تغيير شامل في طرق تفكيرنا وعملنا. إنها دعوة لكل فرد ولكل دولة لاعتماد نهج أكثر مراعاة للبيئة أثناء مواصلة النمو والتطور.