- صاحب المنشور: أكرام بن زروال
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا وتزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات، أصبح تأثيرها المحتمل على سوق العمل موضوعاً مثيراً للنقاش. فمن ناحية، يزعم البعض بأن الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من الوظائف التقليدية ويسبب زيادة البطالة، بينما يؤكد آخرون أنه سيخلق فرص عمل جديدة ويعزز كفاءتها الإنتاجية. هذا التحليل العميق يستكشف هذه الآراء المتضاربة والآثار طويلة المدى لتبني الذكاء الاصطناعي على قوة العمالة العالميّة.
أولًا، ينظر الكثير إلى دور الذكاء الاصطناعي كمصدر محتمَل لزيادة معدلات البطالة عبر الاستعاضة عنه بأتمتة بعض الأعمال الروتينيه والتجريبية التي تتطلب مهارات بسيطه ويمكن القيام بها آليا. فعلى سبيل المثال، قد تستبدل الشركات موظفي خدمة العملاء الورثة بمطورين روبوت ذكي قادر على التعامل مع استفسارات العملاء بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يمكن للموظف البشري تحقيقه. بالإضافة لذلك ، فإن الصناعات مثل التصنيع والمالية والنقل شهدت بالفعل تغيرات جذرية نتيجة لهذه الأتمتة. لكن قبل التسرّع باتخاذ قرار بشأن نهاية عصر الوظائف كما نعرفها اليوم, يجدر بنا النظر بعناية للأثر الجانبي لهذا الاتجاه الجديد.
على الرغم من وجود مخاطر فقدان وظائف بسبب الذكاء الاصطناعي ، إلا أنها تحمل أيضا وعدا هائلا بإحداث ثورة في الطريقة التي يتم بها أداء العديد من المهام حاليا داخل المنظمات المختلفة . لن يتوقف تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عند حد توفير حلول بديلة عن البشر لأدوار متكررة؛ بل إنه يشكل أساسا لتحسين مستوى الكفاءة والإنتاجية العاملة ضمن مجتمع مبتكر بحق! عندما يتعلق الأمر بتحديد مدى تأثير تلك العملية الجديدة لسوق العمل الدولي , فلابد لنا ألّا نغفل علامات الحداثة المبشرة والتي تعكس اتجاهات مستقبلية ملفتة نحو تحقيق تحديث شامل تشهد عليه مجالات عدة:
1 - إلهام الأفكار الخلاقة : إن توفر الوقت والجهد الذي كان يُستهلك سابقاً لدى الإنسان لإنجاز مهماته اليومية يسمح له الآن باستثمار طاقته وجهوده بصورة أكثر إنتاجية وإبداعا حيث سينصب تركيز أفراد المجتمع القادم حول مشاريع خلاقة نوعياً وبما يعزز مكانتهم الاقتصادية والمعيشية عموماً . 2 - فتح نوافذ الفرص الواسعه : رغم كون هناك مواضع ستتأثر مباشرة بالذكاء الاصطناعي، الا انه وهناك مساحات واسعه لم نخترق بعد حدودها وقد تفتح أبوابها أمام فرص عمل لم يكن لها اسم حتى اللحظة ! فهذه الثورة الرقمية ليست مجرد فراغ يقوم بإمتصاص كل شيء ولكن هي أيضاً بوابة للتغيير والابتكار وخلق مظاهر مختلفة تماماً للعلاقات بين الانسان والكائن الإلكتروني بما يحقق تنوعاً يصنع فارقا ويؤدي لحلول غير متوقعة ولكنه ذات جدوى .3 – بناء ركائز قابله لتكيفات واحتماليات جديدة : سوف يحدث تغيير جذري فى كيفية التدريب والشهادات اللازمة للحصول عليها وذلك كرد فعل مباشر علي ظهور موضعات جديدة مرتبطه بالتطبيقات الحديثة للغزو الانتقالي الحديث بالنسبة لمن يريد الاحتفاظ بمهنة أو الدخول لعالم جديد إذ سيكون التركيز المحوري هنا علي المهارات الشخصية كالقدرة علي التواصل وفهم البيئة المعاصره للإنسان وتعزيز قدراته الفائقة مقابل الاعتماد الكبير السابق علي معرفة الموضوعات الخاصة بكل مجال ضيق ومحدود وفي المقابل فان ذلك النهج القديم بدأ بالأفلان تدريجيا تحت وطأة الظروف المحيطة بالسوق الحالي والذي اضحى يميل الي البحث عن تخصصات شاملة تساعد المؤسسات والحكومات وغيرهم ممن لديهم حاجة ماساه للاستفادة القصوي منها بغض النظرعن ماهيتها الأساسيه لأن حقيقة الامر تكمن فيما اذا كانت مرنة وقادره علي التأقلم وفق المؤشرات المتغيرة دوما ومتجددة بلا انقطاع .4– إعادة تعريف الأهداف المهنية: ربما تبدوا دعوة لفلسفة حياة اقرب لما هو روحاني منها عملية يومية ولكنها ضرورية للغاية لأجل فهم كيف سيولد