الحمد لله، تمت دراسة حكم صلاة الزوال بعناية كبيرة عبر مختلف المذاهب الفقهية، خاصة منها المذاهب الأربعة. تشير الأدلة النبوية مثل تلك الموجودة في سنن الترمذي إلى استحباب أداء أربع ركعات بعد زوال الشمس، حيث يؤكد الرسول ﷺ أن "إنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء". يشير العديد من العلماء، بما في ذلك ابن القيم رحمه الله، إلى احتمال اعتبار هذه الركعات صلاة مستقلة، نظرًا لاختلاف عددها وعدم تطابقها مع سنتي الركعتين لكل فرض آخر.
ومع ذلك، هناك رأي آخر يقول بكون هذه الركعات جزءاً من سنة الظهر القبلية. وقد اعترض البعض على تسميتها بصلاة الزوال مستدلّين بهذا الرأي. البداية الكبرى للحنفية مثلاً تعتبر هاتان الأربع ركعات كنسبة لسنتَي الظهر القبليتين. ولكن يبقى الخلاف قائماً حول طبيعتها الدقيقة: هل هي راتب مستقل أم مكون أساسي لصلاة الظهر نفسها؟
ومن الجدير بالذكر أيضاً آراء مختلفة حول تفاصيل هذه الركعات. فقد أكد بعض الصحابة مثل علي بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهماعلى أهميتها وأنهما يستعملانها بدلاً من تكرارها من قيام الليل بسبب خصائص الوقت الذي يتم فيه أدائها.
خلاصة الأمر، رغم وجود اختلاف بسيط فيما إذا كانت صلاة الزوال عبارة عن سنة مستقلة أو جزء من سنة الظهر، إلا أن الاتفاق العام هو على فضيلة أداء أربع ركعات عقب زوال الشمس لما لها من مزايا روحانية عظيمة وفق الحديث الشريف.