- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعدّ العلاقة بين العلم والدين موضوعًا مثيرا للجدل ومحفزًا للأبحاث عبر تاريخ البشرية. يرى بعض الأفراد أنهما وجهان لعملة واحدة تعكس كلاهما رغبة الإنسان الفطرية لفهم العالم والبحث عنه بينما يشكك آخرون في وجود توافق حقيقي بسبب الاختلافات الواضحة في منهجيتهم وأهدافهم الأساسية. وهذا الحوار المعقد ينطوي على مفاهيم متباينة مثل التفسير والتسامي والتناقض المحتمل أو حتى الانسجام المتناغم وفق وجهات نظر مختلفة تماماً. وفي هذا التحليل سنستعرض نظريتين أساسيتين حول الدين والعلم نبدأ بالنظرية الصدامية التي تزعم بأن هاتان المجالان غير قابلان للتوافق حيث يفسر كل مجال الحقائق بطرق متعارضة جوهرياً مما يؤدي إلى تضارب مباشر وقد يصل الأمر إلى الصراع حسب هذه النظرية. ومن الأمثلة التاريخية الشهيرة لهذا الرأي هي قضية غاليليو غاليلي الذي اتهم بالتجديف بعد تأكيداته حول مركزية الشمس ضمن النظام الشمسي والتي كانت تتعارض مع اللاهوت المسيحي آنذاك والذي وضع الأرض كمحيط الكون. أما بالنسبة للنظرية الثانية وهي نظرية التنسيق فتدعو لأسلوب أكثر مرونة وقبول بتنوع المناهج والاستفادة منها إذ ترى بأن للعلم والدين مجالات عمل مميزة وبالتالي فإنه بإمكانهما العمل جنباً إلى جنب اذا تم تحديد حدود واضحة لكل مجال وتجنب ادعاءات تجاوزه لمجال الآخر. وتعطي رؤية علمانية مؤيدة لهذه الفكرة مثالها الرائد وهو القرآن الكريم والذي يدعو لقراءة كتاب الطبيعة أي البحث والفهم العلميين كما في قوله تعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ". وهناك أيضا دور مهم للدين في توجيه البحوث الأخلاقية المرتبطة بالعلم خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل هندسة الجينات وعلم الأحياء الاصطناعي وغيرها الكثير. ويبدو واضحاً لدى الدارسين ان مساعي تحقيق الوئام المستمر بين هذين القطاعين ستحتاج لتضافر جهود العديد من المحققين والمبدعين بالإضافة لإسهام الجميع بمختلف تخصصاتهم لإيجاد حلول مقنعة تلبي طموحات كافة الأطراف وتحافظ على قيمهما الثمينة والمعارف الغنية الخاصة بكل مجال.
نادية الهواري
8 مدونة المشاركات