وفقاً لما ورد في الحديث الشريف الذي نقلته عائشة رضي الله عنها، حيث يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان". الأخبثان هنا تعني البول والغائط. علّة هذا النهي هي أن المدافعة يمكن أن تتسبب في تناسي بعض واجبات الصلاة وتشويه خشوعها. لهذا السبب، يلزم تجنب هذه الحالة خلال الصلاة.
إذا كانت المدافعة تؤثر بشكل كبير وتؤدي إلى التقصير في واجبات الصلاة أو حتى أركانها، فإن هذا النوع من المدافعة يحرم شرعاً. بينما لو كانت المدافعة غير مؤثرة ومحفوظ بها قدر المستطاع بدون تأثير سلبي على الصلاة، تصبح حينذاك محرمة فقط وليس حراماً. فالنية الخالصة ووضع الفرد نفسه تحت مراقبة الله عز وجل مهمتان للغاية أثناء أداء الشعائر الدينية.
وقد اتفق المفسرون مثل ابن عبد البر وابن دقيق العيد والقاضي عياض وغيرهم على أن النهي عن مدافعة الأخبثين يأتي ضمن الحدود التي لا تضحي بواجبات الصلاة نفسها. ومع ذلك، فإن وضع المرء لنفسه في حالة مشابهة لهذه ليس مستحسنًا أيضاً بسبب التأثير السلبي المحتمل على تركيزه وحضور ذهنه أثناء الصلاة. لذلك، رغم كون الصلاة صحيحة بمجرد اكتمال جميع الواجبات، إلا أنها ليست أفضل طريقة لإظهار الاحترام والتقديس المناسبين لصلاة المسلمين.