في عالم مليء بالتكنولوجيا المتقدمة والتقدم العلمي، قد يثار تساؤلات حول مدى تأثير الإنسان على الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي. مشروع "HAARP" وغيره من الأبحاث التي تبحث في تأثيرات الطاقة الراديوية عالية التردد (HAARP) على الغلاف الجوي للأرض أدت إلى ظهور نظريات مؤامرة حول قدرة البشرية على توليد هذه الكوارث.

ومع ذلك، يجب توضيح أن الإسلام يشجع على استخدام المعرفة العلمية والفهم لفهم العالم الذي خلق الله لنا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل داء دواء، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله". وهذا يعني قبول وجود الطب والعلاج كوسيلة لتحقيق الشفاء، وهو ما شرعه الله نفسه. وبالمثل، تشير العديد من الآيات القرآنية إلى تصميم الله للعالم والحفاظ عليه تحت سيطرته المطلقة.

على الرغم من اكتشاف أسباب ومسببات بعض الظروف الطبيعية، فإن كل ذلك يتم ضمن إرادة الله وتقديره. حتى اختراع الأدوات والمعدات التي تستخدم في الدراسات العلمية هي جزء من الخليقة التي خلقها الله عز وجل. إن دور الإنسان محدود بمجرد التعرف على قوانينه التي وضعها الله وتحقيق الاستخدام الفعال لها within the limits set by God's will and knowledge.

من المهم عدم الانجراف خلف توقعات خيالية بأن البشر قادرون على التصرف بشكل مستقل خارج نطاق السلطة التشغيلية الإلهية. بدلاً من ذلك، ينبغي النظر لهذه الاكتشافات كمجهود بشري لمساعدة المجتمع وفهمه لكيفية عمل الطبيعة وفقاً لشريعة الله. ومن واجب المسلمين فهم حدود معرفتهم واستخدام تلك المعلومات بما يحقق مصالحهم ويتماشى مع تعاليم دينهم.

وفي النهاية، يعد الاعتقاد غير الواقعي بقدرة البشر على ابتكار الكوارث نوعاً من التطرف الفكري ويمكن أن يؤدي إلى تضليل أولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة الخطيرة. يجب استيعاب العلم بطرق منتجة ومسؤولة بينما يبقى القلب ملتزماً بالإيمان المطلق بسيادة الله وعدله.