يتمتع مستوى سكر الدم الطبيعي دورًا حاسمًا في الحفاظ على الصحة العامة للفرد. يُعتبر الجلوكوز الوقود الرئيسي لخلايانا ويعزز أدائها الأمثل. تشير الأبحاث الطبية إلى نطاقات محددة لمستوى جلوكوز الدم تعتبر "طبيعية" بالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من مرض السكري. ومع ذلك، يمكن أن تتغير هذه النطاقات بناءً على عدة عوامل مثل العمر والتغذية وممارسة الرياضة وحالة الرعاية الصحية العامة.

في حالة الصيام، يعد القياس الأكثر شيوعًا لاستقرار مستويات الجلوكوز. يوصى بمعدل طبيعي لسكر الدم أثناء الصيام تتراوح ما بين 70 ملغم/دل (ميلليجرام لكل ديسيلتر) إلى 99 ملغم/دل. هذا المعدل عادة ما يقاس بعد ثماني ساعات على الأقل من تناول الطعام الأخير خلال الليل أو الصباح الباكر قبل الإفطار. إذا تجاوزت قراءات سكر الدم الخاصة بك 126 ملغم/دل مرتين في اختبارين منفصلين، فقد يشير ذلك إلى احتمالية إصابتك بداء السكري.

بعد الوجبة مباشرة، يستجيب الجسم بتحويل الغذاء إلى طاقة، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في مستوى سكر الدم. هنا، النطاق الطبيعي لسكر الدم قد يصل حتى حوالي 140 ملغم/دل خلال ساعتين من تناول الطعام. ولكن الأمر مهم أيضًا ملاحظة أن بعض الأفراد لديهم حساسية أعلى تجاه نسبة ارتفاع السكر بعد تناول وجبات ثقيلة بالنشويات والأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع.

بالإضافة لذلك، هناك اختلاف كبير فيما يتعلق بما يعتبر "طبيعيًا" اعتمادًا على عمر الشخص. الأطفال وكبار السن غالبًا ما يحتاجون إلى متابعة دقيقة لتغيرات سكر الدم بسبب انخفاض قدرتهم على تعديل هرمون الإنسولين بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أخرى كالاضطرابات الدهنية أو أمراض القلب غالبًا ما تحتاج مستويات سكر دمائهم للمراقبة الدقيقة نظرًا لأن تلك المشكلات تزيد خطر تطوير مقاومة الإنسولين وبالتالي زيادة مخاطر Type II Diabetes.

من المهم التواصل المستمر مع متخصص رعاية صحية معتمد للحصول على قراءة دقيقة لما هو مناسب لك خصيصًا كشخص. وتذكر دائمًا أنه بينما توفر هذه المعلومات فهم أساسي حول معدلات السكر الطبيعية، فإن التشخيص النهائي والسلوكيات العلاجية ينبغي دائماً القيام بها تحت توجيه محترف.