• صاحب المنشور: بدر الدين بن عبد المالك
  
  ملخص النقاش:
  التعليم هو ركيزة أساسية لبناء المجتمع المتحضر والمزدهر. إن فهم علاقة هذا القطاع الحيوي بالإسلام أمر ضروري لفهم طبيعة التعليم التي ينبغي أن تلتزم بها الأمة المسلمة المعاصرة. يؤكد الدين الإسلامي على أهمية العلم والمعرفة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم". لكن كيف يمكن تحقيق توازن بين الحفاظ على القيم الإسلامية الموروثة وبين الاستفادة من منهجيات وأساليب التعليم الحديثة؟

تبدأ رحلة تعزيز التعلم لدى الأفراد المسلمين بتنشئتهم التربوية المبكرة والتي تشمل غرس قيم الإيمان والأخلاق الحميدة بالإضافة إلى مهارات الحياة الأساسية مثل التواصل والحوار. وهذا ليس بالأمر الجديد؛ فقد كانت المدارس التقليدية بالمناطق الإسلامية مراكز تجمع معرفيا وتربيتيا تساهم بشكل كبير في نشر الثقافة والإرشاد الديني فضلا عن التدريس الأكاديمي. ولكن مع مرور الوقت تطورت نظم تعليمية عالمية مبتكرة أثرت تأثيرا عميقاً على العالم بمختلف جوانبه بما فيه الجانب المعرفي والعلمي مما جعل من الضروري إعادة النظر بكيفية دمج هذه المكاسب الجديدة بطريقة تضمن عدم تناقضها مع ضوابط الشريعة الإسلامية واحترام خصوصيات البيئة الاجتماعية للمجتمع المسلم المحافظ نسبياً مقارنة ببقية الدول الأخرى حول العالم.

إن إدراج موضوعات علمانية ضمن المناهج الدراسية للإعداد لسوق العمل العالمي ليست بالمشكلة طالما تمت مراقبتها بعناية لضمان عدم خروج تلك المواد عن نطاق الوسطية المعتدلة ولأجل تفادي تأثيرها السلبي المحتمل الذي قد يتسبب بفقدان الهوية الخاصة بالنظام التربوي المجسد لروح الإسلام المبنية على العدل والتسامح والكرامة الإنسانية المشتركة لكل البشر بغض النظرعن خلفياتهم المتنوعة سواء أكانت مذهبية أم ثقافية أم غيرها مما يحفظ تماسك الجماعة الوطنية وينمي روابط الأخوة داخل وخارج حدود الوطن الواحد.

ومن المهم أيضا التأكيد هنا على أهمية دور المؤسسات الحكومية وغير الربحية العاملة بهذا المضمار وكذلك دور المنظمات الدولية ذات الخبرة الطويلة بالساحة التعليمية العالمية وذلك بهدف توجيه مسار التصرفات العملية باتجاه اتباع سياسات موجهة نحو التطبيق العملي لمبادرات تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمنتفعين منها خاصة الفئات الفقيرة منهم وهذه آخر نقطة رئيسية本文。