يواجه دارسي الأدب صعوبة في قراءة النص قراءةً "منهجية"، وهذه مشكلة صغيرة ولكنها قد تصاحب الطالب إلى مرحلة الدراسات العليا فتكبر، وبالأخص حين يبدأ كتابة خطة لأطروحته فيتلبسه شبح "المنهجية" او ال“methodology”. في هذه السلسلة احاول طرد هذا الشبح.
تتخذ المناهج النقدية مسارين في توجهها:
١- نقدٌ سياقي
٢- نقدٌ نسقي (نصي)
وانت أيها الناقد أسلك ما شئت منهما او أسلكهما معًا اعتمادًا على سؤال بحثك، فلا قديم ولا جديد هنا، ولا أحسن ولا أسوأ، ولا فضلَ ولا متفضل، فلكل توجهٍ محاسن و عيوب،فسؤال بحثك و تحاور النص و المنهجية هما الحكم.
أولًا: النقد السياقي: يستعمل نظریـات المعرفـة الإنسـانیة و يحاور بها النص اذ يلقي نظرة على خارج النص ثم يعود إليه بما استحصـد من معرفـة، باختصار السياقُ اولًا و النص ثانيًا. هذه هي القاعدة.
أقسامه: تاريخي، و إجتماعي، و نفسي.
أ- المنهج التاريخي:
يستعمل الظـروف و الحوادث التاریخیـة والاجتماعیـة التـي كُتب فیهـــا الـــنص كوسيلة لتفسيره و تعليل ظواهره.
-ابرز مبادئه: التركیـز علـى النصوص التي تمثل المرحلة التاریخیة المدروسة لتعليل الاتجاهات الأدبية العامة التي يسلكها الأدباء.
- جوانب تقصير المنهج التاريخي:
١- رد كـل نص أدبـي إلـى مـا يحدث في عصره.
٢- إهمال الأديب: التركيز على الادب دون الأديب.
٣-إهمال الجانب الفني: التركيز على موضوعات النص و مدى صلتها بالتاریخ وتأثرها بالبیئـة، فلا يتغلغل داخل النص ليستخرج أسباب جماله ونقده وبیان ما فيه من حسن وقبيح