✍ حمدي سليمان
كاتب مصري " نوبي "
اغلقت دول خليجية حدودها فى وجه المصريين تحسبا من عدوى الكرونا فكان القبول والرضوخ ثم اغلقت السودان لنفس السبب فطالها السباب حكومة وشعبا!
السباب طال كل شىء ، تاريخ و تراث وعادات وتقاليد وأساليب الحياة نفسها ، طال اللون والعرق واللسان ومع كل هذا
تلك الاسطوانة المشروخة " السودان ملكنا"!!! وانتم بالملايين عندنا!
كانت ردود الافعال السودانية شديدة و قاسية ، كمن يزيح عن نفسه كبت السنين ، وكما الحليم الذى لم يُتقي شره رغم طول الصبر و التنبيه
فيما يبدوا ان السودان الرسمى لحد ما قد انفك من اتباع سياسة التبعية و يتخلى لحد ما
عن تلك العلاقة الذيلية التى قالوا عنها كذبا اخوية ، ذلك بفعل المد الثورى فى الشوارع ، فلا صوت يعلو على صوت " الترس"
الشعب المصرى يخسر الآن أفضل الأصدقاء وأقرب الجيران بعد أن فقد من قبل أغلب الأفارقة وبعد أن أضحى مكروها فى اغلب دول الخليج والشام والشمال الإفريقي !
ليه؟
لأنه ضحية تعليم خايب و إعلام مضلل و ثقافة ضحلة ، شعب يأمرونه بأن يحب فيحب، إكره فيكره دون أن يعي او يعرف لماذا يحب ولماذا يكره ...
شعب ينظر للافارقة على انهم عبيد و متخلفين ..فى حين أن أفريقيا اليوم الناهضة ليست أفريقيا الأمس ، والشاهد ان شوارع الأفارقة نظيفة مقارنة بشوارع مصر
شعب يعتقد أن لغة التفاهم مع الأفارقة هى لغة الاستغلال والاستعلاء وان رفضوا فهناك لغة أشد وأوضح وهى لغة القوة ( ياللا نحاربهم يا للا نضربهم) وهذا ما لا يفعلونه ابدا مع دول الخليج او أوروبا حيث لغة الرز هى الاشهى ولو باعوا جزر و سواحل بحرية الغريب انهم يعايرون السودان على انصياعه