تواجد الدم في براز الشخص يمكن أن يشير إلى مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بعضها قد يكون خطيراً إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح. هذه الظاهرة الطبية المعروفة باسم "الدم في البراز"، والتي تعرف أيضاً بالنزيف القولوني السفلي, تتطلب عناية طبية فورية لتحقيق التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لوجود الدم في البراز هو التهاب المستقيم أو الالتهاب الشرجي. هذا النوع من الالتهاب غالبًا ما ينتج عنه دم أحمر واضح ومباشر في البراز بسبب مواقع الجروح بالقرب من فتحة الشرج. أمراض أخرى مثل داء كرون أو مرض الزحار الأمريكي (التهاب القولون التقرحي) قد تتسبب أيضا في ظهور الدم الأحمر النقي في البراز نتيجة للندوب والقرحات الخطيرة داخل الجهاز الهضمي.
في حالات أخرى، ربما يبدو الدم داكن اللون وله مظهر مطاطي - وهو ما يعرف بـ "الدماء المخثر". هذا النوع من الدم يعود غالباً إلى مشاكل أكثر عمقاً في الأمعاء الغليظة (القولون). الأمراض التي تتضمن توسع الأوردة الخارجية في القولون، السرطان، وتشقق القولون هي فقط عدد قليل من الاحتمالات المتعلقة بتلك الحالة.
من المهم جداً أنه عند ملاحظة وجود أي كمية من الدم في البراز، يجب التواصل مع الطبيب للحصول على المشورة الطبية الفورية. الفحص البدني والتاريخ الصحي بالإضافة إلى الاختبارات مثل تنظير القولون، اختبارات وظائف الكبد، والفحص عبر الأشعة السينية قد يساعد الأطباء على تحديد السبب الدقيق لهذه الأعراض وتوفير الخطة العلاجية اللازمة.
بالإضافة إلى الرعاية الطبية، هناك خطوات عامة يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بهذا الشرط. هذه تشمل الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الغنية بالألياف، شرب الكثير من الماء، تجنب التوابل الحارة والأطعمة الدهنية، واستخدام الأدوية المضادة للإمساك حسب الضرورة. ومع ذلك، فإن الوقاية الفعلية تعتمد أساسا على العوامل الطبيعية الفردية والصحة العامة.
تذكر دائماً أن الصحة الشخصية مهمة للغاية ولا ينبغي تجاهل أي تغييرات غير طبيعية في الجسم. إن التدخل المبكر والاستشارة الطبية سوف يقدمان الفرصة لأفضل فرص ممكنة للعلاج والحلول طويلة المدى للأمور الصحية.