وفقًا للقرآن الكريم، فقد تمكن إبليس من معرفة مصير آدم وذريته فيما يتعلق بالنزول إلى الأرض رغم عدم تنفيذه آنذاك. جاء هذا العلم بناءً على عدة احتمالات وفقا لتفسير العديد من العلماء. أولاً، عندما أمر الله الملائكة بخلق خلفٍ للأرض، فهمت الملائكة هذه المعلومات وأبلغوها لإبليس. ثانياً، يمكن لإبليس أن يستنتج ذلك من رد فعل الملائكة عند سماع خبر الخليفة الجديد، حيث عبروا عن الدهشة والحيرة بشأن احتمال فساد بعض البشر والقتل بينهم بينما هم يسبحون بحمد الله ويتقدسون له. بالإضافة لذلك، فإن رؤية قدرة الله وإرادة تغيير العالم بمخلوق جديد قادرة على الإفساد والإيجاب يمكن أن يكون حافزًا كافيًا لشيطان مثل إبليس للإيمان بنقل الخطيئة إلى الإنسانية بشكل عام.
وعلى الرغم من اتخاذ قرار نزول الإنسان إلى الأرض منذ خلق آدم، إلا أن التنفيذ الفعلي لهذا الأمر حدث لاحقا حسب السياقات التاريخية والتطورية المختلفة. ومع ذلك، كان لدى إبليس إيمان راسخ بأن مخططاته ستكون ممكنة ومؤثرة في عالم الناس الذين سيدركون أرضه واحدة يومًا ما. وهذا يدعم حججه أمام الرب حول ضرورة تحسين حاله وتأكيده لعلمه الواسع بالموضوع الذي يخفيه عنه الملائكة. وفي النهاية، فإن الله تعالى أخبر الملائكة بعلمه بالحكمة الكامنة وراء خلق بني آدم وكشف النقاب عن خططه الثابتة لتحقيق العدالة والنصر النهائي للأوفياء في مواجهة الغاصبين.