- صاحب المنشور: رضوان بن محمد
ملخص النقاش:
تُعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أدوات حديثة ثورية يمكنها تحويل تجارب التعليم التقليدية إلى مسارات تفاعلية ومخصصة. تتجسد هذه الثورة التكنولوجية في العديد من الأدوار التي يلعبها الذكاء الاصطناعي داخل النظام التعليمي العالمي. فيما يلي بعض الأنماط البارزة:
- التقييم والتغذية الراجعة الشخصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات لتقديم تغذية راجعة فورية وشخصية للطلبة بناءً على مستوياتهم وأدائهم الخاص. هذا يسمح للمعلمين بتوجيه الطلاب نحو نقاط القوة والضعف لديهم بكفاءة أكبر وبشكل شخصي أكثر. مثال ذلك هو برنامج "إمبريزا" (Ambisa)، الذي يتنبأ بالأداء الأكاديمي للطلاب ويصمم خطط دراسية شخصية لهم استنادًا إلى بياناتهم التاريخية واتجاهات تعلمهم الحالية.
- تعزيز بيئات التعلم عبر الإنترنت: يوفر الذكاء الاصطناعي دعمًا قويًا لبيئات التعلم الهجين والإلكتروني عن طريق إنشاء محاكيات افتراضية غنية بالمعلومات وتجارب واقع افتراضي مُثيرة للاهتمام. تساعد هذه البيئة المتفاعلة الطلبة على فهم المفاهيم الصعبة بطريقة مرئية وجذابة، كما حدث ببرنامج "كونيكت" (Connectix) الذي طورته جامعة كاليفورنيا بيركلي والذي يُمكن الطلاب من التجول وسط سيناريو علمي ثلاثي الأبعاد لحل المشاكل العلمية المعقدة.
- مساعدة خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: توفر تقنيات تمكين الوصول المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من تحديات معرفية أو عقلية أو جسدية للاستفادة الكاملة من العملية التربوية. فعلى سبيل المثال استخدم تطبيق MindMate تقنيّات التعرف الصوتي وإشارات الوجه لتحسين مهارات التواصل لدى الأطفال المصابين بالتليف العضلي التنكسي.
- دعم التدريس المستمر: يساعد تطوير نظام الذكاء التحليلي على تحديد احتياجات كل طالب ومتابعة تقدم كل واحد منهم، مما يؤدي إلى تقديم الدروس والدعم الإرشادي المناسب لكل حالة فريدة. وقد نجحت شركة Knewton الرائدة في مجال البرمجيات منذ عام ٢٠١٢ في تصميم خوارزميات قادرة على اقتراح مواد وقرائن مناسبة لأكثر من مليون طفل حسب مستوى تحصيلهم الحالي واحتياجاتهم المستقبلية؛ حيث قامت بإعداد منهاج شامل يشمل جميع المواد الدراسية الأساسية بالإضافة لفهرسة شاملة لعشرات الآلاف من الكتب والأبحاث الإلكترونية والتي يتم عرض نتائج البحث عنها ضمن صفحة المنهج المُخصص لكل طالب.
باختصار، يعد الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للتغيير الجذري في قطاعيْ التعليم والمعرفة الرقمية الحديثة؛ فهو يجلب معه فرصًا جديدة للإبداع والابتكار بينما يساهم أيضًا في سد الفجوات الموجودة بين متعلمينا المحرومين وغير المؤهلين بشكل كافي حاليًا وذلك عبر تحقيق تكافؤ الفرص وتعظيم الاستخدام الأمثل لقدرات كل فرد بغض النظر عن خلفيته الثقافية والفنية والمادية!