• صاحب المنشور: عهد البركاني
  
  ملخص النقاش:
  تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة في عالم التعليم العالمي، حيث تقدم فرصًا وإمكانات جديدة لتعديل الطريقة التي يتعلم بها الأطفال والمدرسون وأساتذة الجامعات. إنها توفر أدوات تعليمية أكثر تخصيصًا وتفاعلية وجاذبية؛ مما يؤدي إلى تجربة تعلم محسنة لكل الأعمار والمجالات الدراسية. تتضمن هذه التحولات استخدام نماذج اللغات الكبيرة مثل فنار الذي يُطوره مركز قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، والذي يمكن استخدامه لإنشاء محتوى تعليمي مُخصص ومحسّن بناءً على قدرات وعوائق كل طالب فرديًا.

يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين نظام التعلم التقليدي بعدد كبير من الأساليب الفريدة. فمثلاً، تستطيع مساعدات الذكاء الاصطناعي تقديم دعم شخصي للمعلمين لتقييم التقدم الأكاديمي للطلاب وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات فعالة بشأن التدريس والتوجيه المهني. كما أنه يساعد المعلمين أيضًا في إنشاء موارد تعليمية متميزة وبناء خطط دروس مبتكرة تناسب احتياجات طلابهم الفردية.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي بيئات افتراضية غامرة وغنية بالمحتوى تعمل كمختبرات رقمية تسمح للطلاب باستكشاف المواضيع العلمية والمعمارية وغيرها بطرق لم تكن ممكنة سابقًا. ويمكن لهذه البيئات الافتراضية إعادة إنتاج ظروف العالم الحقيقي أو حتى خلق سيناريوهات فرض عليها ممهدة الطريق أمام اختبار مفاهيم معقدة والتطبيقات العملية بدون المخاطر المرتبطة بالأساليب التجريبية المعتادة.

وعلاوة على ذلك، يتيح الذكاء الاصطناعي توسيع نطاق الوصول إلى التعليم الجيد من خلال منصات عبر الإنترنت تُمكن الأشخاص في جميع أنحاء العالم من حضور الدورات والبرامج حسب جدولهم الزمني الخاص بهم. وهذا الأمر ليس مفيدا للأفراد الذين يعيشون في المناطق النائية ولكنه أيضًا يحظى بشعبية بين العاملين الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم أثناء العمل.

وفي الوقت نفسه، تأتي تحديات متعلقة بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التربوي أيضًا. فعلى سبيل المثال، هناك مخاوف حول فقدان الوظائف بالنسبة للمدرسين التقليديين بسبب الاعتماد المتزايد على الآلات الذكية. ولكن بدلًا من النظر إليها كتحدٍ، ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي كأداة تُطلق العنان لإمكانات المعلمين المستقبليين، فالروبوتات لن تستبدلهم بل ستعمل جنبا إلى جنب معهم لدفع عملية التعلم نحو الأمام بكفاءة أكبر. بالإضافة لذلك، فإن موضوع الشفافية والأمان أمر حاسم فيما يتعلق بجمع بيانات الطلاب واستخدامها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ومن الضروري وضع قوانين تنظيمية تضمن حماية خصوصية وسلامة المعلومات الشخصية للطلاب والحفاظ على مصالحهم العليا دائمًا عند تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالتكنولوجيا الحديثة.

بالتأكيد يستحق الابتكار المتمثل بمزج الذكاء الاصط