"منعطفات حرب"عنوان قصتي أنا يوسف أيمن في غزة
الساعة 11 مساءً أرسلت رسالتها الأخيرة "نفسي آكل كرسبي يا يوسف"
لم أكن أعلم أنني سأتلقى آخر رسائلها، لم أكن أعلم أننا لن نكمل حُلمنا، حياتنا، فرحتنا، نصف ديننا معاً.
سرقتها الحرب كما سرقت الجميع
سأكمل معكم?
خطيبتي هديل وفقدانها، كانت صدمتي الثانية بعد نزوحنا من منزلنا في غزة
فقدتها وفقدت كل شيء جميل، ولكن شاء الله لي لأن استعيد ثباتي مرة أخرى، لأن أقاوم الحرب مرات أخرى.
تعلمون جيداً هنا بالحرب على غزة عليك النجاة، لكن ريتهم يعلمون نجا من مات ومات من نجا.
منعطف آخر عليّ الصمود أمامه?
أبي وأخي الأكبر مسافران في الشق الآخر من الوطن"الضفة الغربية" بمعنى لا يستطيعون الرجوع لغزة ولا حتى الذهاب للأردن أو مصر، هما مسجنونا ولكن بطريقة أخرى
بقيت أنا وأخي الأصغر وأخواتي مع أمي
نواجه النزوح والتهجير بعد نزوحنا من مدينة غزة متجهين إلى مدينة النصيرات، المدينة التي سرقت هديل، وذهبت تحت ركامها
لأهوال لم أرها، ولم أتوقع عيشها أنا وعائلتي في مكان نزوحنا الثالث في منطقة "الزوايدة"، حوصرنا من كل مكان
الدبابات في كل مكان حولنا، لدرجة أننا كنا منبطحين على الأرض نقول: هذه القذيفة قد نجونا منها، يا ترا ما مصيرنا في القذيقة التالية؟ وهكذا على مدار 8 ساعات..
ثم استطعنا الخروج بإعجوبة أنا وعائلتي إلى وجهة أخرى، ونزوح جديد