في عدة آيات قرآنية وسنن نبوية شريفة، يتم ذكر مرحلة العلقة خلال عملية خلق الإنسان، مما يؤكد براعة وحكمة الله عز وجل. يقول الله تعالى في سورة الحج: "يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة لنبين لكم ونتقرّر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى". وفي سورة المؤمنون: "لقد خلقنا الإنس من سلسبيل من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة...".
وتشير كلمة "علقة" في اللغة العربية إلى شيئين متعلقين بشدة بشخص أو شيء آخر، بالإضافة إلى قطع صغيرة من الدم الجامد المنتشر. ويوافق خبراء التفسير الإسلاميون مثل ابن كثير وابن الجوزي على أن مصطلح "علقة" يعكس بدقة خصائص هذه المرحلة من نمو الجنين. فعلى الرغم من عدم توفر التقنية المتقدمة اللازمة لفهم تفاصيل دقيقة عن تلك الفترة قبل زمانهما، إلا أنها تستند بشكل أساسي للأوصاف اللغوية الدقيقة للتعبير عنها.
ويوضح المفسرون أيضًا بأن "العلقة" تشير إلى قطعة دمية جامدة ذات لون احمر نتيجة دخول دم الام إليه لأول مرة. رغم ذلك، يشير البعض أيضًا الى ارتباط المصطلح بالحشرات الصغيرة الموجودة غالبًا بمياه الراحة والتي تلصق نفسها باربط الانسان عند شربه للمים. وبالتالي، فإن استخدام هذا الوصف يدعم عبقرية التشريع القرآني ويعكس قدرة مؤلفه الغير محدود.
وفي النهاية، يجب على المسلمين تجاهل شكوك الملحدين الذين يحاولون زعزعتهم عبر الاستشهاد بطرق غير علمانية لعرض الحقائق العلمية الثابتة منذ زمن بعيد ولكن لم تكن متاحة آنذاك بسبب نقص الأدوات الفنية المناسبة للإدراك . فالقرآن مليء بالأمثلة الواضحة حول القدرة الإلهية الخلاقة والإلهاميّة ، وكلتا الأمرتين تؤكد صدقية كتابه المنزل كمصدر للحق الوحيد والخالد : "(وقال تعالى): ' لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل وليأتيكم بآية ليقالن الذين كفروا إن انتم الا مبطلون' '. لذا اصبر يا رسول الله لأن وعد رب العالمين حق لا محالة؛ فلا تهزمك مواقف المكذبون.''
